سامي كوهين - صحيفة مليَّت - ترجمة وتحرير ترك برس

خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الجمعة الماضي)، قبيل مغادرته إلى الصين والولايات المتحدة، أعرب مجددًا عن تمنياته بتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره المتعلق بتقديم مساعدات عسكرية لتنظيم "ب ي د" شمالي سوريا.

هل يتراجع ترامب خطوة إلى الوراء بعد المحادثات المزمع إجراؤها مع أردوغان يوم الثلاثاء، في البيت الأبيض، ويصغي إلى طلب أنقرة بشأن عدم تسليم منظمة "ب ي د"؟.

تتوقع أو ترغب تركيا من الولايات المتحدة، عدم إشراك تنظيم "ب ي د" في العملية العسكرية المرتقبة على مدينة الرقة (معقل تنظيم داعش شمالي سوريا)، والاعتراف بالتنظيم الكردي، الذي هو في الواقع امتداد لمنظمة "بي كي كي"، كتنظيم إرهابي.

يقول محللون إن احتمالات قبول ترامب لطلب أردوغان، بصيغته الحالية التي عبر عنها الرئيس التركي  مرارًا وتكرارًا عبر وسائل الإعلام، وجنوحه نحو العدول عن قراره الذي اكتسب شكلًا نهائيًا الأسبوع الماضي والمتعلق بتقديم دعم وإمكانات عسكرية لتنظيم "ب ي د"، تبدو ضعيفة جدًا.

الأمر الواقع...

وكما ذكرت في مقالتي يوم أمس، فإن إدارة ترامب، وبتأثيرٍ من البنتاغون، دأبت على تقديم الدعم غير المعلن للتنظيم (ب ي د) من وقت لآخر، وربط خططها وتحركاتها بالواقع الميداني الذي يحققه التنظيم عبر دعم واشنطن، لذلك فإن مشاركة "ب ي د" في عملية الرقة الموشكة، باتت مسألة أمرٍ واقع...

ولذلك، فإن عدول ترامب عن قراره في مثل هذا التوقيت؛ بات مسألة مستحيلة، ولكن من الممكن "أن يتم تطويع هذا القرار فيما بعد، بشكل يتناسب مع تبديد المخاوف التركية"...

في الواقع، دأب المسؤولون الأمريكيون خلال الأيام القليلة الماضية، على التأكيد أن السلاح الذي سوف يتم تسليمه لـ "ب ي د"، لن يُستَخدم خارج عملية الرقة، ولن تصل كميات منه إلى أيدي منظمة "بي كي كي" الإرهابية، وأن "تحرير الرقة" لا يعني تسليمها لمسلحي "ب ي د"، بل إن المدينة سوف تُسلّم إلى "سلطات محلية". وباختصار؛ تسعى الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة إلى تقديم وعود وضمانات تخفف المخاوف التركية إزاء التطورات الجارية في شمالي سوريا...

استراتيجية جديدة

حاليًا (ورغم كل الجهود الدبلوماسية المبذولة في الأيام الأخيرة) تبدو جميع المواقف حيال تنظيم "ب ي د" متناقضة تمامًا بين الجانبين التركي والأمريكي.

هل ستنجح مفاوضات البيت الأبيض في التوفيق بين هذه المواقف أو على الأقل التقريب بينها؟.

في الواقع؛ يبدو أنه ليس هناك إجابة واضحة لهذه المعضلة بعد.

ومع ذلك، فإن إصرار الرئيس أردوغان على قرار إجراء زيارته إلى البيت الأبيض في موعدها، واللقاء مع ترامب وجهًا لوجه، يعبر بالضرورة عن رغبته بمناقشة القضية، وتفعيل الحراك الدبلوماسي، وإيجاد حل ضمن تلك الأطر، رغم الدعوات التي وجهتها المعارضة التركية لأردوغان بـ "عدم الذهاب إلى واشنطن".

كشف الرئيس أردوغان في عدة مناسبات عن حجج ووثائق تؤكد العلاقة العضوية التي تربط بين تنظيم "ب ي د" (شمالي سوريا) ومنظمة "بي كي كي" الإرهابية. في الواقع؛ نحن لا نعرف ما هي الأفكار أو الخطط الجديدة التي سوف يقدمها أردوغان لترامب في إطار زيارته المرتقبة إلى واشنطن.

وعليه؛ ينبغي على محادثات البيت الأبيض أن تتناول مواقف مختلفة وجديدة وتطرح استراتيجيات غير مستهلكة سابقًا، إذا كان الهدف منها الحصول على نتائج ملموسة. 

سوف يكون بإمكاننا فهم مدى وصول الطرفين إلى هذا النقطة بشكل أفصل خلال الأسبوع القادم.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس