ترك برس

قال الصحفي البريطاني الشهير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، إن أهمية تركيا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية أضخم من الحلم الكُردي الزائف في دولة، مؤكّدًا أن الأكراد سيتعرّضون للخيانة مثلما حدث لهم دومًا على مر التاريخ.

جاء ذلك في تقرير تحليلي له نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، قبيل الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية مؤخرًا، حضر خلالها قمة إسلامية أمريكية، والتي تمخضت عنها صفقات ضخمة في مجالات مختلفة.

وبحسب موقع "ساسة بوست"، نقل فيسك رأي شارمين ناروانِي (زميل مساعد سابق في كلية سانت أنتوني) إذ أشار إلى أنّ الدعم الأمريكي للأكراد الذين يتقدمون صوب الرقة يهدف إلى تفتيت سوريا والعراق.

تشير التقارير إلى سيطرة الأكراد على مناطق عربية في نينوى بالعراق لا علاقة لها بالأكراد مطلقًا. وبات الأكراد يعتبرون الحسكة والقامشلي في سوريا مناطق من كردستان، رغم ضعف تواجدهم هناك.

لكن فيسك يرى أنّ "هذا لن يدوم طويلًا؛ إذ سيتعرض الأكراد للخيانة مثلما حدث لهم دومًا على مر التاريخ - حتى لو أطيح المخبول الذي يحكم أمريكا عن الحكم - فلتُركيا أهمية كبرى بالنسبة لأمريكا أكثر من حلم الأكراد الزائف في دولة".

في سياق متصل، رأى الدبلوماسي السوري السابق الناشط السياسي بسام بربندي أن مصلحة الولايات المتحدة مع أكراد سوريا ليست دائمة ولا استراتيجية كما هي مع أكراد العراق، وذلك خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة القطرية.

أمّا ناز دوراك أوغلو، الباحثة في المجلس الأطلسي والمستشارة السابقة لمساعد وزير الخارجية للشّؤون الأوروبية في عهد إدارة الرئيس أوباما، أن الولايات المتحدة تعهدت باحتواء أي توسع كردي يقلق تركيا، لكن الأتراك لا يثقون بأن أمريكا تراعي حقيقة تخوفهم هذا.

يأتي ذلك بعد أيام من المباحثات الرسمية التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في واشنطن، حيث تناول خلالها موضوع مكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها منظمة "حزب العمال الكردستاني"، و"داعش"، و"فتح الله غولن".

وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إنه واثق من أن الولايات المتحدة ستتمكن من حل التوترات مع تركيا بشأن القرار الأمريكي بتسليح مقاتلين أكراد في سوريا قائلا "سنتعامل مع أي مخاوف"، وأضاف "سنعمل عن كثب مع تركيا لدعم أمن حدودها الجنوبية. إنها الحدود الجنوبية لأوروبا وسنظل على اتصال وثيق".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!