ترك برس

قال محمد مختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في الدوحة، إن الدور التركي العسكري في المنطقة قد يساعد على تخفيف حدة السياسات التصادمية بين السعودية وإيران.

وقلل الشنقيطي من خطر اندلاع مواجهة عسكرية مع قطر، واضعا ذلك في مجال "الحرب النفسية والإعلامية" فقط، مضيفا أن العوامل الإقليمية والمحلية لا تسمح بذلك في ظل "جدية تركيا في الدفاع عن قطر عسكريا" على حد تعبيره.

وخلال مقابلة مع موقع "سي إن إن"، أضاف المحلل السياسي والأكاديمي المعروف أن الدور التركي العسكري بالمنطقة قد يساعد على تخفيف حدة السياسات التصادمية في المنطقة بين السعودية وإيران.

وأردف الشنقيطي قائلا: "أتفق عموما مع فيلسوف السياسة الأميركي صمويل هنتغتون في أن أزمة العالم الإسلامي اليوم ترجع إلى عدم وجود دولة محورية تضبط خلافاته الداخلية، وتوفر له الحماية من العدوان الخارجي، وتمثله بين القوى العالمية..

هذا الانكشاف الاستراتيجي يفتح الباب لجماعات الفوضوية والإرهاب -مثل (داعش) و(القاعدة)- لحمل راية الدفاع عن المسلمين.. كما أتفق مع هنتغتون في أن تركيا هي الدولة الإسلامية الوحيدة المؤهَّلة للعب دور الدولة المحورية في العالم الإسلامي اليوم".

وحول السبب الذي حال برأيه دون أن تعلن قطر خروجها من منظومة مجلس التعاون الخليجي رد الشنقيطي بالقول: "من ثوابت سياسة قطر –كما تبدو لي كمراقب خارجي- حرصُها الشديد على ألا تخسر السعودية، لأن السعودية هي الامتداد الاستراتيجي والجغرافي والبشري لقطر.

لكن قطر أشدُّ حرصا على ألا تخسر استقلال قرارها، الذي يشكل هويتها السياسية، ومصدر قوَّتها وحيوتها، ومكانتها الإقليمية والدولية الكبيرة التي بنتها على مدار العقدين الماضيين".

وتابع: "التحدي الآن أمام قطر هو كيف توفِّق بين هذين المبدأين الثابتين من ثوابت سياستها: صداقة السعودية، واستقلال القرار. وأعتقد أن تريُّث قطر يرجع إلى أنها لم تفقد الأمل بعدُ في كسب السعودية".

مستطرداً بأنه في حال اضطرار الدوحة للاختيار بين صداقتها مع الرياض و"استقلال قرارها" فستسير في الخيار الثاني.

وجزم الشنقيطي بأن المنطقة لن تبقى كما هي بعد الأزمة الخليجية الراهنة بعدما عادت تركيا إلى المعادلة في المنطقة لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى، إلى جانب نجاح إيران في استثمار الأزمة بذكاء "لإعادة تأهيل نفسها، بعد كل الفظائع التي ارتكبتها في العراق وسوريا".

وأضاف أن طهران "لن تسكت على أي تجاوز أمني أو عسكري ضد قطر، ليس محبة بقطر، بل لأن ذلك سيخل باستقرار المعادلة الإقليمية لصالح غريمتها التاريخية السعودية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!