ترك برس

قال البروفيسور زكريا كورشون، رئيس قسم التاريخ في جامعة السلطان محمد الفاتح، إن الأيام المقبلة ستشهد تنافسا بين أبناء الجيل الجديد من حكام الخليج.

وفي تحليل نشرته وكالة الأناضول التركية للأنباء، قال كورشون -وهو رئيس جمعية باحثي إفريقيا والشرق الأوسط- إن الأزمة الخليجية الراهنة أثبتت من جديد عدم انتظار أي نتائج من تحركات الدول العظمى، على الرغم من أهميتها على صعيد العلاقات الدولية.

واستدرك بقوله: "إلا أن العلاقات الإقليمية تثبت من جديد أهميتها، فالعلاقات الإقليمية التي تقيمها الدولة مهما كانت صغيرة تستطيع أن تعيد رسم توازنات القوى في أي منطقة، ورأينا كيف أن قطر أعادت رسم علاقاتها على الصعيد الإقليمي منذ عام 1995".

وأوضح الأكاديمي التركي أنه "على الرغم من أن العقوبات ألحقت نوعا ما الضرر بقطر على الصعيد الاقتصادي وبسمعتها الدولية على المدى البعيد، إلا أنها كانت لأول مرة أمام تحدٍ حقيقي للسياسة التي قررت الدوحة المضي بها".

وقال كورشون إن مجيء الأمير الشاب تميم بن حمد آل ثاني إلى السلطة في قطر عام 2013، والتفاف البيت القطري الداخلي حوله، كان مؤشرا على بقاء تميم في السلطة لأمد طويل، كما أن أمير قطر استطاع في فترة وجيزة كسر العرف الداخلي في مجلس التعاون الخليجي بلزوم إطاعة الشباب للكبار.

واعتبر أن هذا الأمر ما فتح بابا جديدا من التحدي بتولية الشباب سواء في الإمارات العربية المتحدة بصعود ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى الواجهة بدلا من أميرها خليفة بن زايد، وتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد في المملكة العربية السعودية.

وأضاف كورشون: "ستشهد الأيام المقبلة تنافسا بين أبناء الجيل الجديد من حكام الخليج، إن أمير قطر تبدو جبهته الداخلية هي الأقوى، وفي الوقت نفسه قام بتعزيز علاقاته أكثر وأكثر مع تركيا، وإعادة صياغة علاقاتها مع أوروبا بما يتجاوز منطق العلاقة مع دولة ريعية".

ورأى أن الأزمة الخليجية لقنت دول المنطقة درسا كبيرا، حيث أثبتت من جديد أن العالم لا يدار من واشنطن وحدها. وعلى الرغم من أن الأزمة عمقت الشرخ بين دول المنطقة إلا أنها في الوقت نفسه أزالت الغشاوة عن الأعين لترى حقيقة أولئك الذين أقحموا أنفسهم أطرافا في هذه الأزمة.

وأردف الخبير التركي أنه "نتيجة للدوافع النفسية الناجمة عن النزعة العاطفية المهيمنة على السياسات الاجتماعية في المنطقة، فإن إنهاء الأزمة يحتاج إلى مزيد من الوقت".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!