ترك برس

بات الاهتمام التركي بمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء محط أنظار الكثير من المراقبين الدوليين في الآونة الأخيرة. خاصة بعد نمو العلاقات التركية - الأفريقية بشكل كبير عقب إعلان تركيا عام 2005 "العام الأفريقي".

الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل: لماذا تستثمر تركيا طاقتها في أفريقيا؟ هذا ما تناولته الدكتورة سنام تشاويك في مقال لها نُشر في وقت سابق، على موقع وكالة الأناضول للأنباء، أشارت فيه إلى أن المصالح التقليدية التركية تتجه منذ القدم إلى الاتحاد الأوروبي، مع أن تاريخ العلاقات التركية – الأفريقية يمتد إلى ما قبل تاريخ تركيا الحديثة. لذا يمكن اعتبار تركيا من هذا المنظور على أنها بلد "أفروأوراسي" (على غرار يوروآسيوي).

وفي إشارة إلى تاريخ العلاقات التركية – الأفريقية، تقول تشاويك: "في الماضي كانت شمال وغرب أفريقيا مسرحاً للنزاعات السيادية بين الأسطولين العثماني والبرتغالي. وقف الأسطول العثماني في وجه الاستعمار الغربي إلى جانب شعوب مجتمعات شرق أفريقيا وقدم لها الدعم العسكري".

النموذج الناميبي في المساعدات التركية

اعتبرت الكاتبة أن المؤشرات الدالة على أهمية أفريقيا بالنسبة لتركيا والروابط الموجودة بين الطرفين، هي التمثيليات الدبلوماسية لتركيا هناك والتي يبلغ عددها 39 تمثيلية، فضلاً عن المؤسسات التعليمية، والثقافية والخيرية التابعة للحكومة التركية هناك مثل: وقف المعارف، ومعهد يونس إمره وأهمها وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) والتي تنشط في 17 دولة أفريقية.

وفي إطار أبحاثها المتعلقة بالمساعدات التركية الخارجية في كل من أفريقيا وأمريكا اللاتينية، زارت الكاتبة تشاويك، ناميبيا الأفريقية للاطلاع على واقع أنشطة المساعدات الإنسانية التركية هناك، وسجلت ملاحظاتها حول هذا الأمر.

لفتت الكاتبة التركية إلى أن ناميبيا التي تعرضت للاستعمار الألماني في الماضي ومن بعدها لاحتلال جنوب أفريقيا. افتُتحت فيها السفارة التركية في 2012، وزاد الوجود التركي هناك عقب افتتاح مكتب وكالة "تيكا" فيها. وأشارت إلى أنه "في الوقت الذي لم يكن يدري فيه الأتراك بهذا البلد، تغيّر الحال كثيراً فيما بعد ليكون هناك أكثر من 50 مشروع تركي حالياً قد تم إنجازه أو قيد التقييم."

ورأت تشاويك أن من بين المشاريع التي قامت بها وكالة "تيكا" في ناميبيا هي: "إنشاء مختبرات معلوماتية في الجامعات لتأمين وصول طلاب ناميبيا إلى شبكة المعرفة العالمية، ومشاريع لحماية الحياة البرية والبيئة هناك. فضلاً عن مشاريع لتعليم الأطفال المحتاجين وتوفير الأماكن المخصصة للعب".

وتطرقت الكاتبة إلى أن "الهدف التركي من الأعمال الخيرية هذه ليس مقتصرًا على تقديم المساعدات فقط، بل هي تقوم بذلك من منطلقات عدة أهمها زيادة الوجود التركي هناك وترك بصمة إيجابية لدى الشعب الناميبي. فضلاً عن توثيق العلاقات الثنائية والتجارية بين البلدين". كما نوهت تشاويك بأنه "إلى جانب كل هذا يجب أن يكون وضع الاستراتيجيات الدقيقة وبعيد الأمد، من أهم سمات ومبادئ أنماط المساعدات التركية إلى الخارج".

واختتمت الكاتبة التركية مقالها قائلة: "في الخلاصة، يجب على تركيا ألا تهمل أفريقيا، وأن تعمل على زيادة علاقاتها وأنشطتها الدبلوماسية هناك. وفي الوقت ذاته عليها أن تضع بعين الاعتبار الأزمات والعراقيل التي قد تعترض هذه المساعي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!