ترك برس

جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضة تركيا لقرار إقليم شمال العراق عقد استفتاء بشأن الاستقلال  في 25 أيلول/ سبتمبر الجاري، قائلًا إن أنقرة لن تسمح بخطوات تؤدي إلى انقسام جغرافي في العراق، وذلك يوم الأحد الماضي في إسطنبول قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة حيث يشارك في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال أردوغان: "إننا نقول شيئًا واحدًا: لدينا حدود ممتدة 250 كيلومترًا هناك. لدينا أقرباء هناك، وإخوة في الدين. وكذلك الأمر بالنسبة لهم أيضًا. إننا ننحدر من الحضارات نفسها. وبعبارة أخرى، إن كونهم أكراد أو تركمان أو عرب وكوننا أتراك، لا يفصلنا عن بعضنا. ومع ذلك، إذا كان هذا الأمر يهدف للأسف إلى تقسيم العراق فإننا لن ندعه يستمر".

وفي الوقت الذي نقلت فيه أنقرة مرارًا وجهة نظرها إلى حكومة الإقليم بأن هناك اختلافًا في النظر إلى هذه المسألة، أكد أردوغان كذلك أن الحكومة التركية نقلت للحكومة العراقية المركزية في بغداد موقفها بشأن سلامة أراضي العراق. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس أردوغان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة مسألة الاستفتاء الذي يتوقع أن ينعقد بعد أقل من أسبوعين.

وفي حزيران/ يونيو الماضي، أعلن رئيس إقليم شمال العراق برزاني أن حكومته ستعقد استفتاءً على الاستقلال عن بغداد في 25 أيلول/ سبتمبر الجاري. وتعليقًا على ذلك قال الرئيس التركي أردوغان: "حين تقعون في مشكلة تأتون وتطرقون بابنا وتحصلون على كل أنواع الدعم، ولكنكم تسلكون طريقكم الخاص عندما يتعلق الأمر بتقسيم العراق".

كما أكد أن مجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء التركيين سيجتمعان في اليوم نفسه في 22 أيلول الجاري لمناقشة مسألة الاستفتاء، وسيتخذان قرارًا يوضح "الموقف النهائي" للبلاد تجاه هذه المسألة. كما سيكون موضوع الاستفتاء على رأس أجندة لقاء أردوغان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك.

وأجرى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم مكالمة هاتفية مع نظيره العراقي العبادي يوم الجمعة، أعرب فيها الزعيمان عن استعدادهما للتعاون بشأن إلغاء استفتاء الاستقلال، وأكّدا أن قرار حكومة إقليم شمال العراق خاطئ وستكون له عواقب. وقال يلدرم خلال المكالمة: "إن القرار المتخذ من قبل حكومة شمال العراق خاطئ من البداية إلى النهاية، وسيكون تجنب مثل هذا الخطأ بأسرع وقت أفضل قرار ممكن." وفي حديثه للصحفيين بأنقرة قبل المكالمة، كان يلدرم قد دعا برزاني إلى إلغاء قرار الاستفتاء، واصفًا إياه بـ"الخطأ الجسيم".

كما أكد يلدرم يوم السبت أن تركيا ستفعل كل ما هو ضروري تجاه مسألة الاستفتاء التي تعدها مسألة أمن قومي. وفي مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس نهاية الأسبوع، قال العبادي إنه في حال حدوث أعمال عنف أثناء عملية الاستفتاء فإن بغداد ستتدخل عسكريًا.

وترفض بغداد الاستفتاء المزمع، وتقول إنه سيؤثر سلبًا على القتال ضد تنظيم داعش، الذي ما زال يسيطر على جزء مهم من الأراضي شمال العراق. وبالإضافة إلى أنقرة وبغداد، فإن الإدارة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، والنظام السوري، وإيران، قد عارضت قرار الاستفتاء. وكانت إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي أعلنت دعمها لخطط حكومة الإقليم للاستقلال.

بهتشلي: "تُركيا ستتعرض للشلل في حال حدوث الاستفتاء"

في هذه الأثناء، انتقد زعيم حزب الحركة القومية المُعارِض دولت بهتشلي قرار حكومة إقليم شمال العراق عقد استفتاء على الاستقلال، مشيرًا إلى أن الاستفتاء ستكون له آثار سلبية على تركيا. وغرّد بهتشلي قائلًا على موقع تويتر في 17 أيلول الجاري: "في حال دخول كركوك تحت سيطرة البشمركة بحكم الأمر الواقع، وإذا وُجدت دولة كردستان على حدودنا الجنوبية، فإن تركيا ستصاب بالشلل".

وفي محافظة كركوك المتنازع عليها بين الإقليم والحكومة المركزية، صوّت المشرّعون في تحرك مثير للجدل لصالح المشاركة في الاستفتاء. ومع ذلك، قاطع 14 مُشرّع من الأقليات المحلية مثل التركمان والعرب التصويت، ليكون الأعضاء من أصل كردي هم من دفع قرار المشاركة.

ومن جهتها، أدانت الحكومة العراقية المركزية القرار. وأضافت حكومة الإقليم مزيدًا من الاحتقان بتوسيع سيطرتها خارج طوق حدودها الرسمية، لتزيد مساحة الإقليم بأكثر من النصف. ففي خضم قتال تنظيم داعش، استحوذت حكومة الإقليم على أجزاء من شمالي محافظة نينوى وكركوك ذات الموقع المركزي الغني بالنفط، الأراضي التي تعلن حكومة بغداد المركزية أنها تعود إليها.

ومن جانبه، أشار بهتشلي إلى أن من المهم إلغاء الاستفتاء دون أي شروط مسبقًا بدلًا من تأخيره. إلا أن برزاني صرح بأن حكومة الإقليم مصرّة على عقد الاستفتاء ومستعدة لدفع ثمنه. وفي تعليق على تصريحات برزاني، قال بهتشلي: "تركيا قوية بما فيه الكفاية لتجعلهم يدفعون الثمن".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!