ترك برس

سواء اختارت تركيا حاملة طائرات خفيفة أم سفينة برمائية لاستعراض القوة، قد تكون هناك مشكلة إضافية فيما يتعلق باستدامة قدرات تركيا المستقبلية لاستعراض القوة البحرية، وفقًا لتقرير صادر عن "مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية" التركي.

فقد ذكرت هيئة المشتريات الرئيسية في البلاد، مستشارية وزارة الصناعات الدفاعية، أن خطة المشروع تهدف إلى الحصول على منصة واحدة فقط. وهذا القرار يثير مخاوف بشأن كيفية استدامة البحرية التركية لقدراتها حين يتم إرساء سفينة "تي جي غي أناضولو"  للصيانة.

ببساطة، وسواء في العقيدة أم الممارسة، يعتمد تشغيل المجموعات القتالية لحاملات الطائرات والمجموعات البرمائية المدربة على أساس التناوب. وعلى سبيل المثال، تخطط البحرية الأسترالية لتشغيل منصتي هبوط طائرات هليكوبتر من طراز "كانبيرا"، هما "أتش أم أي أس كانبيرا HMAS Canberra" و"أتش أم أي أس أديلايد  HMAS Adelaide"، لضمان استدامة انتشارها البرمائي.

وبالمثال، ستقوم البحرية الملكية البريطانية بتشغيل حاملتي طائرات من طراز "كوين إليزابيث Queen Elizabeth"، هما "أتش أم أس كوين إليزابيث HMS Queen Elizabeth" و"أتش أم أس برنس أوف وايلز HMS Prince of Wales"،للحفاظ على موقع بحريتها الاستراتيجي.

ومن ناحية أخرى، فقدت البحرية الروسية تقريبا جميع قدراتها في مجال الملاحة البحرية في سورية عندما تمت إعادة حاملة الطائرات الأميرال "كوزنيتسوف  Admiral Kuznetsov" إلى مينائها الخاص لإجراء إصلاحات كبيرة, بعد نشرها لمدة ثلاثة أشهر قبالة المياه السورية.

وبالطريقة نفسها، لم تتمكن البحرية الفرنسية من مواصلة عمليات الطيران البحرية المناهضة لداعش عندما خضعت حاملة الطائرات الوحيدة الخاصة بها "شارل ديجول" لعملية صيانة نصف عمرية.

وبالتالي، إذا كانت تركيا تخطط فعلا لتصبح جهة قادرة على استعراض القوة، فيجب عليها ضمان قدر من إمكانيات الانتشار المناوب عبر امتلاك سفينة ثانية قادرة على العمل عندما تعود الأخرى إلى مينائها المخصص.


التقرير (Turkey’s Forward-Basing Posture) الذي أعدّه الدكتور "جان كسب أوغلو"، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من "معهد الأبحاث الاستراتيجية" في "الكلية العسكرية التركية"، تمت ترجمته من اللغة الإنكليزية من قبل "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات".

ويبحث التقرير بالتفاصيل توسّع تركيا، الدولة الإقليمية المتزايدة النفوذ، عبر قواعدها المتقدمة التي قد تختلف في أجندتها السياسية والعسكرية، إلا أنها "تعكس طموحات تركيا الإقليمية في العشرينات القادمة من هذا القرن، من خلال عمليات الانتشار خارج البلاد، والتي ستبني من خلالها علاقات ثقافية استراتيجية قوية من الدول المضيفة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!