ترك برس

لم تكن هناك استثمارات تركية بالمعنى الحقيقي في صربيا، حتى عام 2010. وفي ذلك التاريخ شكلت شركة نسيج تركية افتُتحت في صربيا، نقطة تحول في العلاقات التجارية بين البلدين. حيث أظهرت هذه الشراكة مدى القبول الصربي للمنتجات التركية والثقة التي قُوبلت بها هناك.

وفي ظل الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس التركي والوفد المرافق له إلى صربيا، تتوجه أنظار رجال الأعمال وعالم الاقتصاد في كلا البلدين إلى نتائج هذه الزيارة، متوقعة تسارع التجارة الخارجية وزيادة حجم الاستثمارات بينهما.

ويقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والوفد المرافق له بزيارة رسمية إلى صربيا تبدأ غداً في 9 أكتوبر/ تشرين الأول وتنتهي في 10 من الشهر نفسه. ويتوقع خبراء اقتصاديون أن تساهم هذه الزيارة في انتقال العلاقات التجارية والاستثمارات بين أنقرة وبلغراد، إلى صفحة جديدة أفضل مما هي عليها الآن.

وفي معرض تعليقه على هذه الزيارة المرتقبة وآثارها الاقتصادية، قال ألكسندر مادجادوفيتش رئيس مجلس الأعمال التركي – الصربي لدى مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، إن بلاده تُعتبر أكثر بلد يجذب الاستثمارات المباشرة في منطقتها، وأنها توفّر ظروفًا هامة ومثمرة من حيث الاستثمار والإنتاج.

جاء ذلك في تصريح مادجادوفيتش لوكالة الأناضول التركية، لفت فيه إلى أن صربيا تتمتع بصناعة غنية، وأيدي عاملة شابة وحيوية وذات نوعية عالية، مشيراً إلى أهمية السوق التركية وإلى إمكانية تحقيق نجاحات كبيرة في بلدان أخرى في حال رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وأوضح مادجادوفيتش أن البيروقراطية الصربية اتخذت منحىً مثمراً وإيجابياً في الآونة الأخيرة إلا أنها لا زالت بطيئة، لافتاً إلى وجود الكثير من الشركات ذات الحجم الصغير والإنتاج الكبير فيها وأن هذه الشركات والإدارات تحتاج إلى رؤوس أموال إدارية وشراكات خارجية خبيرة للقيام بمشاريع دولية أكثر نجاحاً.

وقال مادجادوفيتش إن "إحدى الفرص المتاحة للمستثمرين في صربيا هي قلة أعداد المصانع التي يفوق عدد موظفيها وعمالها 500 شخص. الأمر الذي يتيح فرصة كبيرة أمام المستثمرين لافتتاح مصانع إنتاج كبيرة بأسرع شكل ممكن، حيث تتميز صربيا بموقع ومكانة هامة لنقل منتجات تلك الشركات الصغيرة إلى أوروبا وما بعدها لتسويقها وبيعها هناك."

من جهة أخرى أشار رئيس غرفة تجارة صربيا ماركو جاديز، إلى عدم وصول حجم التبادل التجاري بين بلده وتركيا إلى المستوى المطلوب على الرغم من توقيع اتفاقية التجارة الحرة بينهما، متطرقاً إلى أن بلاده تسعى لزيادة صادراتها إلى تركيا لتحقيق التوازن في التجارة الخارجية المتبادلة بينهما.

وأضاف جاديز أن لدى الاقتصاد الصربي الكثير مما يستطيع تقديمه لتركيا، موضحاً أن الأهم من حجم المبيعات بين البلدين هو مدى القدرة على توسيع التعاون المشترك وتحقيق التناغم بين البلدين.

واختتم جاديز بالإشارة إلى إجراء بعض التعديلات في الأيام الماضية على اتفاقية التجارة الحرة الموقعة سابقاً بين البلدين، وأن هذه التعديلات ستدخل قيد السجلات الرسمية خلال الزيارة المقبلة للرئيس أردوغان إلى صربيا، مؤكداً أن هذه التعديلات ستساهم في فتح قنوات تصدير جديدة بالنسبة لصربيا وإكسابها مصانع وشركات جديدة، وفي الوقت ذاته سيمنح المستثمرين الأتراك إمكانية القيام بأعمال مربحة.

وبحسب خبراء اقتصاديين فإن أكثر القطاعات التي ينشط فيها المستثمرون الأتراك في صربيا، هي النسيج، موضحين أن الأخيرة تتميز بموقع ومكانة هامة من حيث سهولة الطرق التي تصلها بكل من دول الاتحاد الأوروبي، وأوروبا الشرقية، ورابطة الدول المستقلة، والشرق الأوسط، فضلاً عن وجود اتفاقيات التجارة الحرة بينها وبين العديد من الدول الأخرى، الأمر الذي يجعل منها مركز جاذبية كبيرة من الناحية الاقتصادية.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتزم التوجه إلى صربيا من أوكرانيا، بعد غدٍ الاثنين في زيارة رسمية، بدعوة من نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش.

وسيترأس أردوغان خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام بين 9-11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفدا تركيا سيعقد اجتماعا مع وفد صربي برئاسة فوتشيتش، كما سيلتقي الرئيس التركي رئيس البرلمان الصربي.

وسيُعقد خلال الزيارة اجتماع لمنتدى الأعمال التركي - الصربي. ومن المنتظر أن يوقع الجانبان على العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!