ترك برس

قال قنصل كوريا الجنوبية في إسطنبول تشا يونغ تشيول إن من المهم لكل من الجمهورية الكورية وتركيا تحويل الأخوة بينهما إلى شراكة اقتصادية قوية، وذلك خلال حديثه أثناء عرض "تقرير جنوب كوريا" المُنظّم من قبل مجلس الأعمال التركي الكوري الجنوبي التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي (DEİK) يوم الجمعة في إسطنبول.

حضر الاجتماع عدد من المسؤولين ورجال الأعمال من تركيا وكوريا الجنوبية. وتناول التقرير العلاقات الاقتصادية بين تركيا وكوريا التي تُعد الاقتصاد الثاني عشر عالميًا. ويُعد التقرير بمثابة خريطة طريق لكيفية المضي قدمًا بالعلاقة الاقتصادية بين البلدين وتطويرها في الفترة المقبلة، كما يُحلّل الإمكانات الحالية في مجالي التصدير والاستثمار.

من جهته أكد تشيول أن الشراكة الاقتصادية بين البلدين ينبغي تطويرها، وأنه يمكن تطوير العلاقات الاقتصادية من خلال زيادة التجارة الثنائية والتركيز على المنتجات التي تتمتع بقبول أكبر من ناحية التصدير. وأشار تشيول إلى أن "هناك إمكانية كبيرة للتعاون بين تركيا وكوريا، خاصة في قطاع البناء في دول أخرى، مثل دول وسط آسيا حيث يمكن أن تستخدم كل دولة ميزاتها التنافسية للتوصل إلى الرّفاه المشترك".

ونوه القنصل الكوري إلى المشاريع الموقعة مؤخرا في تركيا، وخاصة في مجال الطاقة المتجددة، حيث فاز ائتلاف شركة كاليون التركية وشركة هانوا الكورية الجنوبية بمناقصة في شهر آذار/ مارس من هذا العام، لإنشاء أكبر حقل للطاقة الشمسية في تركيا.

وفي إشارة إلى تقديمه اقتراحات في التقرير حول كيفية تطوير الوضع الاقتصادي الحالي للبلدين، قال تشيول إن عملية استصدار الإقامة وإذن العمل لرجال الأعمال الكوريين الجنوبيين في تركيا ليست معقدة لكنها تستغرق كثيرًا من الوقت، حتى قبل القدوم إلى إسطنبول، مضيفًا أنّ هناك حاجة إلى تسهيل ذلك.

رئيس الوزراء التركي يلدرم يزور المنطقة في كانون الأول/ ديسمبر المقبل

في خطابه الافتتاحي، قال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية نائل أولباك إن هناك إرثًا ثقافيًا واجتماعيًا قديمًا بين كوريا الجنوبية وتركيا، مشيرًا إلى أن التجارة الثنائية بين البلدين وصلت إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية" منذ عام 2012، ومضيفًا أنه يمكن لرجال الأعمال تطوير العلاقة بين البلدين والارتقاء بها.

وأشار أولباك إلى أنه في إطار الأنشطة في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي، أقام مجلس العلاقات الخارجية الاقتصادية 18 فعالية في العام الماضي، وأعلن أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم يعتزم زيارة المنطقة برفقة وفد من قطاع الأعمال في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

واستذكر أولباك أن الاقتصاد الكوري الجنوبي يتوقع أن ينمو سنويًا بنسبة 2.5-3 بالمئة في العقد المقبل، مشيرًا إلى أن تركيا تطمح دائمًا إلى رفع نسبة نمو اقتصادها، وأن عددًا من المؤسسات الدولية أعادت مراجعة توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي إيجابًا. وقال أولباك: "عندما نقيّم هذه الأمور معًا، فإننا لسنا راضين عن التجارة التبادلية حاليًا، وينبغي رفعها إلى مستوى أعلى".

ودعا أولباك إلى تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2013، وإلى موازنة التبادل التجاري لصالح تركيا، مشددًا على ضرورة العمل المكثّف في القطاعات التي تشهد قدرًا كبيرًا من التنافسية مثل الغذاء، والبناء، والنسيج، والملابس الجاهزة، والطاقة المتجددة.

ومن جهته، قال رئيس مجلس الأعمال التركي الكوري الجنوبي، والمدير التنفيذي لشركة "كيبار هولدنغ" التركية تامر ساكا إن تركيا تتطلع إلى إجابة لسؤال كيف يتم موازنة التعاون بين تركيا وكوريا الجنوبية، مشيرًا إلى أن البلدين بإمكانهما البناء على العلاقة المتجذرة بينهما اليوم وفي المستقبل. وأضاف ساكا أن ميزة العلاقات بين البلدين تكمن في الثقة المتراكمة التي يملكانها في بعضهما.

ووفقًا لبيانات التقرير الذي أعدّه الدكتور ألطاي أطلي الخبير من مركز السياسة في جامعة صبانجي التركية، فإن تركيا تستورد بقيمة 12.3 دولارًا أمريكيًا مقابل كل دولار تُصدّره إلى كوريا الجنوبية. وأشار أطلي إلى أن التقرير يتضمن معلومات عن كيفية تطوير العلاقات بين البلدين، وإمكانات التصدير والاستيراد، والاستثمار، والتعاون في قطاع الخدمات وعدد من القضايا الأخرى.

وقال أطلي إن إجمالي رأس المال الكوري الجنوبي في تركيا وصل إلى 556 مليون دولار، وفقًا لبيانات البنك المركزي التركي. إضافة إلى أنه بحلول 30 حزيران/ يونيو من هذا العام، هناك 55 ألفًا و205 شركات ذات تمويل أجنبي في تركيا، منها 326 شركة لديها تمويل كوري جنوبي، وفقًا لبيانات وزارة الاقتصاد التركية. كما أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين وصل إلى 6.9 مليار دولار.

كما أشار أطلي إلى أن أحد أوضح المفاهيم التي تلخص نظرة كوريا الجنوبية إلى تركيا من ناحية اقتصادية هي تصريح موقع إدارة الجمارك الكورية الجنوبية الذي يقول إن تركيا هي "رأس الجسر الذي يدخل إلى أسواق أوروبا وآسيا الوسطى". وأضاف أن قرابة 25.4 مليون أجنبي زاروا تركيا في عام 2016، منهم 106 آلاف و904 يحملون جوازات سفر كورية جنوبية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!