كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد مناقشات طويلة حول الدعوى، التي يُحاكم فيها هاكان أتيلا، نائب المدير العام لبنك "خلق" الحكومي التركي، في الولايات المتحدة، توصلت هيئة المحلفين إلى قرار أخيرًا.

أدانت الهيئة أتيلا بخمس تهم مسندة إليه، في حين ستعلن المحكمة العقوبة بحقه في الأيام القادمة.

إذا عدنا إلى الماضي قليلًا لوجدنا أن قرارًا قضائيًّا من هذا القبيل في تركيا القديمة قادر على الإطاحة بعدة حكومات.

تصوروا هذا السيناريو! تركيا تخرق العقوبات الأمريكية، ثم تُدان لهذا السبب ومع ذلك فإن سير الحياة الطبيعية لا يشهد أي تغيير، هل كان هذا ممكنًا؟

لو حدث هذا في الماضي لتداعت أركان الحياة السياسية في أنقرة؛ لتعرضت القوات المسلحة إلى زلزال، ولسقطت الحكومة واستقال رئيس الجمهورية. نعم هذا ما كان سيحدث.

قضية رجل الأعمال التركي من أصل إيراني رضا ضراب التي نتابعها منذ أشهر كمسرحية، سببها هذه المشاعر السابقة. فلم يعد هناك شعور بـ "عظمة" الولايات المتحدة كما كانت في الماضي. وما تبقى منها هو حقيقة أن هناك أمريكا يسخر منها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

لكننا نعرف بعض الشخصيات في بلادنا، ما تزال تحمل الولايات المتحدة على محمل الجد. وهؤلاء ينتقدون أردوغان قائلين إن "السياسة الخارجية لا تشبه تلك الداخلية".

ويعتقدون أن من الواجب على أنقرة القيام تنفيذ ما تريده الإدارة الأمريكية. ما يفعلونه ليس موالاة للولايات المتحدة إنما العمل في خدمة العصابة الصهيونية العالمية..

في حين أن تركيا والدول الأخرى لم تعد تتصرف وكأنها تحت الانتداب الأمريكي.. منذ أشهر وهم يحاولون مقاضاة تركيا، وبالنتيجة لم يفلحوا لا بالتأثير عليها ولا على الرأي العام فيها. فلا الحكومة سقطت ولا أركان الدولة تضعضعت.

لقد بطل سحر الولايات المتحدة وانقلب عليها. وهذه الحقيقة رأيناها مرة أخرى في قرار ترامب بشأن القدس. فالولايات المتحدة وإسرائيل أصبحتا معزولتين في العالم، وفوق ذلك، بمبادرات دبلوماسية قادتها تركيا.

ولهذا فإن القرار الذي اتخذته المحكمة الأمريكية، والعقوبة التي ستصدرها بحق هاكان أتيلا لا قيمة لها بالنسبة لتركيا. فمكيدة "ضرّاب" ضد تركيا أظهرت مدى فساد النظام العدلي والقضائي الأمريكي.

وبينما سعت واشنطن لمقاضاة تركيا، فقدت كل اعتبار لها أمام العالم. فمن فاز ومن خسر برأيكم؟

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس