ترك برس

ينقسم المسلمون في بلغاريا إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول هم البلغار الذين اعتنقوا الإسلام ويُسمّون “البوماق”، والثاني هم الأقلية الغجرية المسلمة، والثالث هم الأتراك، وهم الأكثر عددًا، وذلك لاستيطان معظمهم إبان الدولة العثمانية.

وحسب تقرير لموقع العربي الجديد، يعزو بعض المؤرخين البلغار كثرة الأتراك إلى هجرة أعداد كبيرة من قبائل الأوغوز والبيشنك والجومان التركية من آسيا الوسطى إلى بلغاريا في العصور الوسطى.

تعرّض المسلمون في البلقان إلى حملة شرسة منذ بداية خروج الدولة العثمانية منها. فبعد حرب البلقان في عامي 1912-1913 ارتُكِبت المجازر بحق المسلمين من قبل البلغار وأعدم كثيرون منهم وشُرّد كثيرون إلى إقليم تراكيا الشرقية وإلى الأناضول في تركيا، ولا يزال الأتراك يطلقون اسم المهاجرين على أولئك الذين تم تشريدهم.

الأتراك إبان الحكم الشيوعي

منذ عام 1945 إلى 1989 وقت بلغاريا تحت الحكم الشيوعي. وبعد 9 سنوات من حكمهم تعرّضت الأقليات التركية إلى الكثير من الإذلال والتضييق، فأغلقت المدارس التركية ومنع التعليم باللغة الأم، وأغلقت المساجد ومنع ذبح الأضاحي وختان الذكور، وكان كل من يعترض يُزجّ في السجن.

رحّلت بلغاريا 340 ألف تركي إلى تركيا في عام 1989، وخلال ستة أشهر وصل عددهم إلى 600 ألف. فقامت الدولة التركية بإغلاق حدودها في وجه المهاجرين الأتراك ليواجهوا الحكومة البلغارية بأنفسهم، فعاد 150 ألفًا منهم في وقت لاحق بعد سقوط النظام الشيوعي.

ونقل موقع العربي الجديد عن المُدرّس “إسماعيل يعقوب” من مواليد عام 1940 أنّه عاد إلى بلغاريا بعد أن رحل منها في الثمانينيات إلى تركيا، وذكر أن المسلمين جميعًا أجبروا على تغيير أسمائهم الإسلامية أو التركية إلى أسماء بلغارية، واستشهد بإمام المسجد الذي غيّر لقبه إلى قسّ “بوبوف باللغة البلغارية”، وقال: “تغيّر اسمي إلى “إليانوف باكوبوف”، وعندما كنت ألتقي بأشقائي الثلاثة كنا نخاف أن نتحدث بالتركية في الشارع حتّى لا نُغرّم”.

وأضاف يعقوب: “لا أحد يستطيع أن يقدر الألم الذي يعيشه من سلب من اسمه، لكن في النهاية استعدت اسمي في عام 1991، بعد أن أصدر القانون البلغاري قانونًا يسمح بذلك.”

أين يوجد الأتراك في بلغاريا

يتوزع الأتراك في عموم البلاد، إلا أنهم متمركزون في منطقتين، الأولى في الشمال لودوغري “دلي أورمان بالتركية”، والثانية في الجنوب في رودوبيس “رودوبلار بالتركية”.

ولا تزال الأقلية التركية تعاني من التمييز وتعامل على أنها من الدرجة الثانية، خاصة بعد فوز اليمين القومي البلغاري فقد هاجم المساجد بتهمة أنها مراكز تنشئ إرهابيين، ودعا إلى إغلاقها، وشدد في منع الأذان والإقامة فيها، ورفض اعتبار الأتراك مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.

وقد رفض بعض الأتراك الذين رحلوا إلى تركيا العودة إلى بلغاريا، ومنهم “محمد كهرمان” (66 عامًا) من كرجالي البلغارية ذات الغالبية التركية. يقول كهرمان: “أعيش في إسطنبول منذ أواخر الثمانينيات، وأحمل الجنسية التركية، مؤخرًا استعدت جنسيتي البلغارية.”

ويضيف كهرمان: “أحب مدينتي كرجالي التي فيها قبر والدي وأيام طفولتي، كما أن أختي لا تزال تعيش فيها، لكنني لا أفكر في العودة إليها، فأنا هنا أشعر بالأمان ولا أخاف من المستقبل، أما هناك فلا أشعر بالأمان، فساعة مركز المدينة تعزف كل ستين دقيقة نشيد إنقاذ بلغاريا من العثمانيين، في رسالة موجهة إلى الأتراك، كما أن أوضاعنا الاقتصادية هنا أفضل بكثير

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!