لقاء لإبراهيم شان مع صحيفة ستار- ترجمة وتحرير ترك برس
ذهب إبراهيم شان إلى أفغانستان عام 2001 لدراسة علوم الفقه. ولجأ إلى باكستان بعد الهجمات الأمريكية.
وقامت الاستخبارات الباكستانية باعتقاله بحجة انتمائه لتنظيم القاعدة الجهادي وتسليمه إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إي. وتم التحقيق معه أولا في مركز للاستخبارات الأمريكية بأفغانستان، وتم نقله بعدها إلى قاعدة غوانتنامو ليتم سجنه وتعذيبه فيها.
لم تتمكن الـ سي آي إي من العثور على أيّ أدلة تثبت انتماء شان أو تؤكد ارتباطه بالقاعدة. وظهر أمر شان في المراسلات الدبلوماسية التي نشرت في موقع ويكيليكس. وجاء في المراسلات الأمريكية أن المواطن التركي إبراهيم شان: "ليست له أيّ اتصالات أو علاقات مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة. ليست له أيّ قيمة من الناحية الاستخباراتية، ليتم إطلاق سراحه حالاً".
قام مسؤولون من الـ سي آي إي التي اعتذرت من إبراهيم شان الذي سُجن بدون جريمة، بجلبه إلى قاعدة إينجيرليك الجوية في مدينة أضنة وتسليمه للسلطات التركية. فما كان من شان الذي وصل إلى عائلته ووطنه إلا أن قام بتقديم شكوى ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بتعذيبه. وقام مركز الحقوق الدستورية في أمريكا بالإشراف على القضية.
بعث مركز الحقوق الدستورية الأمريكي لجنة من الحقوقيين إلى تركيا لتسجيل آثار التعذيب الموجودة على جسد إبراهيم شان، وتقديمها كأدلة. وبدأت المحاكمة. وقبل انتهائها لصالح شان قامت الـ سي آي إي بعرض 5 مليون دولار على شان مقابل سحب الشكوى، وبدأ بعدها الوسطاء والهيئات بالقدوم إلى تركيا لإقناعه. ولكن شان رفض العرض قائلاً: "ليس همّي المال، أريد أن يحاكم تعذيب الولايات المتحدة الأمريكية".
تدخل الكيان الموازي في القضية
في تلك الأثناء، تدخّل الكيان الموازي لإنقاذ أمريكا التي تعد الحامية الرئيسية له. وقامت عناصره المتغلغلة داخل أجهزة الأمن التركية آنذاك باعتقال إبراهيم شان بتهمة أنّه قيادي في تنظيم القاعدة الجهادي في تركيا وحُكم عليه بالسجن. عندها قامت الـ سي أي إي باستغلال الموقف وغيّرت مجرى الدعوى القضائية قائلة: "لم نكن مخطئين عند اعتقالنا لإبراهيم شان، لقد قامت دولته بتسجيله كعضو في تنظيم القاعدة".
تمّ تجهيز سيناريوهات كاذبة بحق شان وعدد كبير من الناس الأبرياء في تركيا بدعوى أنهم منتمون لمجموعة إرهابية، وقاموا بوضع أدلة غير صحيحة وتسجيلات صوتية، وأصبح شان عندهم "مسؤول تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط".
قال شان إنّ مدارس حركة غولن أي التنظيم الموازي التي تعرضت لمداهمة من قبل طالبان، تمّ العثور فيها على وثائق لمطارات وجبهات استراتيجية لا تعرفها طالبان نفسها. وأنّه لهذا تم إغلاق مدارسهم هناك وطُلب من المدرسين مغادرة البلاد خلال 24 ساعة، وأنّ الأتراك المتواجدون وقتها في أفغانستان تعرضوا للضغط بسبب ما قامت به مدارس غولن من تجسس وتصرفات غير قانونية أخرى. وقال شان إنّه رأى أحد المعلمين من تلك المدارس يعمل مترجماً لعناصر الـ سي أي إي الذين حققوا معه.
قال شان إنّه كان يعمل في جمعية حماية حقوق الإنسان التركية أثناء تقديم الولايات المتحدة الأمريكية الرشوى له. وأضاف: "لقد تمت حملة اعتقالات في شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2008، اعتقلوني وقتها بتهمة أنّي مسؤول القاعدة في مدينة فان. وكانوا قد اعتقلوا وقتها كل الإداريين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني. لم أقم بأي جرائم منافية للقانون في كل الحالات التي عشتها. ولكن بعد رفضي لعرض الـ سي أي إي تم تأليف تهم خيالية عن طريق مكالماتي الهاتفية. يقولون إنّني استخدمت في إحدى مكالماتي كلمة عشب "عشب حبة البركة"، وأنّني قلت لأخي: أحضر لي بعض الموز، وما شابهها من تلفيقات وقاموا بتسجيلها على أنها كلمات سرية".
قاموا بتتبع كل خطواته وسجّلوها في ملفات، وسجنوه بهذه الأدلة لمدة 15 شهراً. وتغيرت بهذه الحالة مسيرة الدعوى القضائية التي قدمها ضد أمريكا. حتى أنّها انقلبت ضده. واستمرت الملاحقات والاعتداءات ضده. حتى أنّ محاميه قطعوا العلاقة والاتصال به. وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 6 أعوام و3 شهور.
وأشار شان إلى الاعتقالات التي تمت في 17 و25 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي التي قام بها عناصر الكيان الموازي ضد أفراد من مؤسسات المساعدات الإنسانية بتهمة أنّهم منتمون للقاعدة: "كانت الحكومة والاستخبارات التركية هدف تلك الاعتقالات. أنا رئيس مؤسسة مساعدات إنسانية. لقد بدأنا بحملة مساعدات إلى سوريا وفق القوانين. فأرادوا في هذه المرة اعتقال أشخاص آخرين. واعتبروني الاسم الثاني للقاعدة في الشرق الأوسط. لقد أدركنا بعد الاعتقالات أنّ الهدف الرئيسي كان ضرب الحكومة. وكانوا أثناء الاعتقالات يشتمون رئيس الجمهورية وعقيلته وبناته. ويقولون "لقد بقي القليل، سوف نقضي عليهم وعليكم". وكانوا يعرضون علينا أن نقول بأنّ الحكومة تدعم المجموعات المقاتلة في سوريا ليطلقوا سراحنا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!