حسين يايمان  - صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

كما حدث في 10 أعوام ماضية، حدث في العام الماضي أيضا، فحزب العدالة والتنمية هو أكثر حزب كان محظوظا خلال العام المنصرم، لأنه حزب مدعوم من الشعب، وأصبح أهم حزب حاكم في البلاد، وتطبيق قاعدة الثلاث فترات أدى إلى تجديد النشاط والهمة في صفوفه.

عبر داود أوغلو بمرحلة التغيير هذه بنجاح، لأن موضوع خلافة اردوغان كان محل نقاش وتساؤلات، إلا أن داود أوغلو استطاع القضاء على تلك الشكوك ونجح بشغل مكان اردوغان، ولا شك أن الاختبار الحقيقي لحزب العدالة والتنمية سيكون بعد الانتخابات القادمة، لأن الفترة الزمنية المتبقية لتشكيل البنية الهيكلية الجديدة للحزب أصبحت ضيقة، إلا أنّ أهم الأمور الإيجابية التي ستصب في مصلحة داود أوغلو، هي الاستقرار الاقتصادي، وعملية السلام، وبنية حزب العدالة والتنمية وكذلك المعارضة الموجودة حاليا.

هل سيستمر كليتشدار أوغلو؟

سيكون عام 2015 صعبا على كيليتشدار أوغلو، فحزب الشعب الجمهوري، كما حزب الحركة القومية، يمارسون السياسة على حزب العدالة والتنمية، بمعنى أنهم بدلا من شرح مشاريعهم ومخططاتهم للشعب، يقومون بانتقاد حزب العدالة والتنمية واستخدام أسلوب سياسي سلبي.

كيليتشدار أوغلو الذي خسر في 4 انتخابات ولم يحصل على النتائج التي يريدها، سيترك بلا شك رئاسة الحزب إذا لم يحصل الأخير على النتائج المرجوة في الانتخابات القادمة، وقد يكون لدخول حزب الشعب الجمهوري المعارض الانتخابات المقبلة مع حزب الشعوب الديمقراطي ممثل الأكراد، أثرا على تغيير بعض الحسابات، وهذا الخيار ما زال قائما، وما يزالون يناقشون هذا الموضوع خلف الأبواب المغلقة.

ما وعود حزب الحركة القومية؟

أكثر حزب مرتاح من الانتخابات المقبلة هو حزب الحركة القومية، حيث إن رئيسه بهتشلي يرى أنّ حزبه قد يحصل على 20%، لكن ذلك يتطلب منهم أنْ يبدؤوا العمل من الآن، وعلى الحزب أن يشرح خطته ليس كخطة مضادة لحزب العدالة والتنمية، وإنما كخطة مشاريع خاصة به، وربما أي مشكلة قد تحصل لعملية السلام في الأيام القادمة، ستفجر نسبة الأصوات التي من الممكن أن يحصل عليها حزب الحركة القومية.

سيؤثر أداء حزب الشعب الديمقراطي واختياراته، على وضع حزب الحركة القومية، فإذا تم استبعاد واستقصاء أعضاء قوميين من حزب الشعب الديمقراطي، فإن توجههم بلا شك سيكون لحزب الحركة القومية.

هل سيتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم؟

سيكون حزب الشعوب الديمقراطي ممثل الأكراد، أكثر حزب شاغلا للرأي العام خلال 2015، فحسب تصريحات المتحدثين باسمهم، فإنهم سيدخلون الانتخابات كحزب، وليس كمرشحين مستقلين، ولا شك أنّ الحزب قريب جدا من نسبة الحسم، لكن لا يوجد ضمان لتجاوزها، وإذا أرادوا فعليا دخول الانتخابات كحزب، فإن عليهم القيام بجهد خارق وعمل مكثف، وإذا نجحوا في ذلك سيصبحون الحزب المعارض الرئيس في البلاد، والواضح أنّ النجاح الذي حققه الحزب في انتخابات رئاسة الجمهورية، سيدعم توجههم لدخول الانتخابات كحزب.

لكن، لن يكون مفاجئا إذا غيّر الحزب في آخر اللحظات وجهة نظره ودخل الانتخابات كمرشحين مستقلين، فالقرار النهائي ليس بيد حزب الشعوب الديمقراطي، وإنما بيد أوجلان، فالنقاشات الأخيرة الدائرة في أروقة الحزب تشير إلى وجود انتقادات لدخول الانتخابات كحزب وليس كمرشحين مستقلين.

ماذا سيحدث في انتخابات 2015؟

ستكون انتخابات 2015 محصلة الانتخابات الماضية، وهي الانتخابات المحلية وانتخابات رئاسة الجمهورية، فنتائج هذه الانتخابات تدل بوضوح إلى ما ستكون عليه نتائج الانتخابات العامة المقبلة، ويتوقع المختصون أن النتائج لن تكون مختلفة عن الانتخابات السابقة.

وقد سألت "كمال غورماز" البروفيسور في جامعة غازي، عن هذا الموضوع، لما يتمتع به من بصيرة تمكنه من قراءة الأحداث السياسية وتوقع نتائجها وتوابعها، وقد أكّد أن الأوضاع القائمة حاليا تشير إلى أنّ نتائج الانتخابات لن تتغير كثيرا عن سابقاتها، لهذا فإنه من المتوقع أن يحصل حزب العدالة والتنمية على نسبة 44%، وحزب الشعب الجمهوري على 25%، وحزب الحركة القومية على 16%، وحزب الشعوب الديمقراطي على ما نسبته 8%.

ماذا سيحصل لعملية السلام؟

نجحت عملية السلام بتجاوز اختبارات صعبة خلال العامين الماضيين، وقد اقتربنا جدا من تحقيق عملية السلام، فعلى مدار 25 سنة ماضية لم نكن قريبين من تحقيقها كما نحن اليوم، وإذا لم يحصل تطورات طارئة فإننا سنصل خطوة بخطوة إلى النهاية، وسندخل الانتخابات بدون أي أحداث.

هل سيتغير محور السياسة الخارجية؟

كما قلت في السابق، حزب العدالة والتنمية هو حزب  براغماتي، فأكثر نقطة إيجابية فيه هو أنّه حزب صاحب سياسة تدور 360 درجة، لهذا فإن الحزب لن يتخلى عن الارتباط بالاتحاد الأوروبي، لكنه في نفس الوقت سيستخدم كل الأدوات المتاحة له كبدائل إن لزمت، والواضح أنّ سياسة أنقرة الخارجية تتجه نحو من التفاؤل نحو الواقعية البراغماتية والمبنية على المصالح. وسيكون عام 2015، عاما لزيادة ثقل تركيا في المنطقة، ولارتفاع قيمتها ودورها في الشرق الأوسط.

عن الكاتب

حسين يايمان

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس