فيردا أوزير – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

لقاؤه مع البابا كان أكثر ما طغى على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيطاليا، مع أن ما أكسب هذه الزيارة أهمية كبرى في الحقيقة هو دعم تركيا أمنها القومي!

تصريح أردوغان لنا في طريق العودة قائلًا: "عندما نبلغ عام 2023 سنكون بإذن الله بلد يحقق أمنه القومي بنفسه"، كان ملخصًا لهدف الزيارة.

فقبل شهر من زيارة إيطاليا، التقى أردوغان نظيره الفرنسي ماكرون في باريس، حيث وقع اتفاقية شراء صواريخ "يوروسام" وهي إنتاج فرنسي إيطالي مشترك. واستكمل المرحلة الثانية من الاتفاقية بزيارة إيطاليا، حيث تلقى وعدًا بتنفيذ هذه الاتفاقية في القريب العاجل.

الإنتاج متعدد الجنسيات

لكن تحول تركيا إلى بلد يحقق أمنه القومي بنفسه ليس نتيجة اتفاقية الصواريخ هذه فقط. فتأمين حاجاتنا الأمنية ينقسم إلى ثلاثة فروع، وهي الدفاع الجوي والبري والبحري. نؤمن جزءًا من هذه الفروع الثلاثة من الخارج، ونهدف إلى تلبية الجزء الباقي بأنفسنا.

لكن ينبغي الانتباه إلى نقطة هنا، وهي أن "أي بلد لا يمكنه صناعة نظامه الدفاعي من خلال إنتاجه المحلي والقومي فقط" بحسب قول سنان أولغين، رئيس مركز بحوث الاقتصاد والسياسة الخارجية. ولهذا تفضل البلدان الإنتاج متعدد الجنسيات.

هناك سببان لهذا التوجه. الأول هو أن كل بلد يمتلك قدراته التكنولوجية الخاصة. ونحن مجبرون على الاستفادة منها. السبب الثاني هو أنه كلما استخدمتم قطعة ينتجها الكثير من البلدان كلما انخفضت كلفة تلك القطعة. لأن البلد الذي يبيع القطعة يتعهد من البداية بأن يشتري ذلك السلاح أو النظام. وبالتالي يزداد الطلب على المنتج.

لهذه الأسباب لا تنتج البلدان، بما فيها الولايات المتحدة، أي نظام دفاع بالكامل. ونحن نفعل ذلك أيضًا من خلال اتفاقيات كشراء منظومة يوروسام.

الصناعة الدفاعية المحلية

علاوة على ذلك، نزداد قوة كلما جعلنا أنظمتنا الدفاعية صناعة محلية وقومية. وهناك ثلاثة أسباب لذلك بحسب جان قصاب أوغلو، محلل الشؤون الدفاعية في مركز بحوث الاقتصاد والسياسة الخارجية.

الأول، تشكل الصناعة الدفاعية المحلية مناعة قوية ضد حظر السلاح والاضطرابات السياسية. السبب الثاني، كما هو الحال في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، عندما وفرت القوات التركية المقاتلة احتياجاتها من مصادر محلية، أُتيحت الفرصة لتجربة هذه الأنظمة في ظروف الحرب الحقيقية. وهذا يشكل ميزة في غاية الأهمية بالنسبة لنا في سوق الصناعات الدفاعية الدولية. ما يجعلنا قادرين على استخدام صادرات الصناعة الدفاعية كأداة استراتيجية.

السبب الثالث، وهو الأهم، نتعرض مع مرور الوقت للمزيد من التهديدات القادمة من وراء حدودنا تجاه أمننا القومي. ويبدو أننا سنستخدم عناصر قوتنا العسكرية المحلية بشكل أكبر في القضاء على هذه التهديدات. ولهذا، لا مفر من تطوير صناعتنا الدفاعية من أجل دعم قدراتنا العسكرية.

وكما قال أردوغان فإن "تحقيق أمننا القومي بأنفسنا" يعني تطويرنا صناعاتنا الدفاعية من جهة، ودعمها بصفقات من الخارج من جهة أخرى.

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس