سليمان أوز اشق – موقع إنترنت خبر – ترجمة وتحرير ترك برس

مضى على بداية عملية غصن الزيتون قرابة أربعين يومًا. تتقدم القوات التركية ببطء من أجل تجنب سقوط ضحايا مدنيين، لتعلن قبل يومين قطعها ارتباط الإرهابيين بالحدود عبر تشكيل هلال يمتد من الحدود ويحيط بغرب عفرين.

أي أنها استكملت "مسار الهلال"، الذي تدور الأحاديث عنه منذ أيام.

الكثيرون يسمونه "تكتيك الهلال"، لكنني أفضل على الأخص استخدام تعبير "مسار الهلال".

لأن تكتيك الهلال يُطبق في ساحة الحرب. في حين أن من يقفون في مواجهتنا يختبؤون كالفئران في جحورهم، ولذلك لا توجد ساحة حرب..

مما لا شك فيه أن المرحلة القادمة ستكون أكثر مشقة، حيث ستستمر العملية بالسرعة نفسها، غير أن القوات التركية ستدخل المناطق المأهولة.

يتحرك عناصر الجيش التركي بحذر شديد، حتى لا تقع خسائر في الأرواح في صفوفهم من جهة، ولا يتعرض المدنيون لأذى من جهة أخرى.

غير أني أود أن ألفت انتباهكم إلى تفصيل هام في هذا الخصوص.

يردد الجميع أن عفرين هي النقطة الأكثر حرجًا في العملية. تأكيد الولايات المتحدة على عفرين يؤدي إلى جذب الانتباه إلى المدينة، في حين أن خبراء في هذا الشأن تحدثت معهم، يقولون إن ناحيتي جنديرس وراجو أهم بالمقارنة مع عفرين.

وفي هذا الخصوص يقول خبير السياسات الأمنية عبد الله آغار: "مسألة عفرين سهلة، ولن تواجه القوات التركية مشاكل كبيرة هناك. المهم هو جنديرس وراجو".

عند دخول المناطق المأهولة سيشهد تاريخ الحروب حدثًا يقع للمرة الأولى. فالشرطة التركية ستشارك في حرب خارج الحدود في سابقة هي الأولى من نوعها.

ستكون الشرطة التركية القوة الطليعية في تدمير الخنادق والملاجئ في جنديرس وراجو وعفرين.

رب ضارة نافعة، ما حدث من حرب على الإرهاب في المناطق الشرقية والجنوب شرقية عقب توقف مسيرة السلام الداخلي أكسب الشرطة التركية خبرة كبيرة. وهذه الخبرة ستظهر الآن في عفرين.

لا داعي للقلق، فالشرطة التركية ستحل هذا الأمر كما لو أنها تسحب شعرة من العجين.

وعندما يتقدم الجيش نحو منبج سترون أن الولايات المتحدة سوف تتراجع، وتتخلى بجرة قلم عن حزب العمال الكردستاني.

حين ظهر الهلال على الخريطة في عفرين قال الجميع إن "عفرين ستكون نجمة هذا الهلال"، معربين عن أملهم بنجاح  العملية.

وأنا أقول إن النجمة ليست عفرين وإنما الجيش التركي بنفسه، وهذه النجمة سوف تزداد بريقًا وتألقًا يومًا بعد يوم.

عقب هذه المرحلة، لن تكتفي تركيا بهذا الهلال المرسوم في عفرين.

وسترسم بإذن الله هلالين آخرين، الأول في شرقي الفرات، والثاني في معقل حزب العمال الإرهابي بجبال قنديل..

ولسوف ينجح جيشها في تحقيق هذا الهدف، رغم أنف من يعيشون بيننا لكن لا يقفون إلى جانبنا، ورغم أنف الدول المحتلة في المنطقة..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس