أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

كيف انعكس صدام المصالح بين تركيا والولايات المتحدة في الساحة السورية، على طاولة المباحثات؟ ما وصلني من معلومات حتى اليوم تشير- بما معناه- إلى الحوار التالي بين الجانبين:

* أنقرة: لم تلتزموا بالوعود التي بذلتموها لنا بشأن عدم تسليح تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، وانسحابه من منبج.

* واشنطن: نقر بذلك، لم نفِ بوعودنا. وهناك بعض الأخطاء المرتكبة تجاه تركيا. لكن لننظر إلى المستقبل ونوجد حلولًا معًا.

* أنقرة: على وحدات حماية الشعب الخروج من منبج، ثم نبسط الأمن بالتعاون معكم. لنحدد المجلس الذي سيتولى إدارة المدينة، وإذا نجح هذا النموذج نعممه على المدن الأخرى.

* واشنطن: ما هو معياركم هنا؟

* أنقرة: نسبة سكان تلك المدن. مثلًا، 90 في المئة من سكان الرقة عرب. إذا يجب تشكيل مجلس حكم تكون نسبة العرب فيه 90 في المئة. هل الأكراد أغلبية في عين العرب (كوباني)؟ إذا مجلس الحكم يجب أن يكون بأغلبية كردية، لكن لا مكان قطعًا لوحدات حماية الشعب.

* واشنطن: لا نفكر بالانسحاب من المنطقة. هل يعتقد المسؤولون الأتراك أن الولايات المتحدة ستخرج من المنطقة؟

* أنقرة: موضوع حديثنا ليس الانسحاب الأمريكي. المهم بالنسبة لنا هو قطع الولايات المتحدة علاقاتها مع وحدات حماية الشعب، وانسحاب هذا التنظيم من منبج، تحت إشراف مسؤولي البلدين. والمرحلة الأخيرة تتمثل في تحديد من سيديرون شؤون المدينة.

* واشنطن: حتى لو توصلنا إلى تفاهم مشترك، نحتاج على الأقل ستة أشهر للمرحلة الانتقالية.

* أنقرة: ينبغي أن يُستكمل انسحاب وحدات حماية الشعب في 90 يومًا على أقصى تقدير. سنواصل تنفيذ عملياتنا العسكرية إلى حين تحقيق أمن حدودنا.

* واشنطن: لا يمكننا أن نستعيد جميع الأسلحة الموجودة بحوزة وحدات حماية الشعب، جزء منها مفقود.

* أنقرة: جزء من الأسلحة الأمريكية الممنوحة إلى وحدات حماية الشعب دخل عفرين، وجزء آخر تركيا، وباعت الوحدات جزءًا منها!

* واشنطن: ماذا عن شمال العراق، بماذا تفكرون؟

* أنقرة: نحن عازمون على مكافحة حزب العمال الكردستاني الإرهابي. التبادل الاستخباراتي مع الولايات المتحدة غير كافٍ. نريد أن نراها تقدم على خطوات ملموسة. على سبيل المثال، تنفيذ عمليات مشتركة ضد الكادر القيادي لحزب العمال. ولتشارك الحكومة المركزية العراقية وحكومة الإقليم الكردي في مكافحة الحزب.

***

ينبغي على أنقرة إجراء استعدادت جادة من أجل المناطق المأهولة على الحدود السورية، ناهيك عن التفكير بحجم الملفات المفتوحة وراء الأبواب المغلقة والمناورات الأمريكية لكسب الوقت.

هناك حاليًّا أكثر من 350 ألف لاجئ كردي في تركيا. من المهم تحديد المدن التي قدموا منها. لا بد كذلك من تحديد أعداد من قدموا من عفرين والرقة وتل أبيض وعين العرب، لأن من الواجب منذ الآن تأهيل أصحاب تلك المدن الأصليين على الصعيد الإداري والأمني.

وعندما يطرح غدًا سؤال "من سيدير شؤون منبج؟" ينبغي أن تكون تركيا قادرة على تقديم أسماء تقترحها. في حال عدم تأهيل هذه الأسماء لن يكون بالإمكان تفادي حدوث فراغ في تلك المنطقة ستشغله قوى أخرى.

وبالنتيجة فإن العلاقات التركية الأمريكية تقف على مفترق طرق.. فإما أن تواصل على طريق الشراكة الاستراتيجية أو تنعطف إلى مسار الشراكة التكتيكية، وعندها ستضعف روابط التحالف بين البلدين.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس