محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

لا أدري، هل نضحك أم نبكي.. الوزير الألماني لشؤون الاتحاد الأوروبي ميكائيل روت قال إن دخول تركيا عفرين مخالف للقوانين الدولية، وبعد ذلك لفت إلى مسألة إعفاء الأتراك من تأشيرة دخول الاتحاد الأوروبي مشيرًا إلى أن الاتحاد لن يكون متحمسًا لعقد اتفاق في هذا الخصوص ما لم تنسحب تركيا من عفرين. 

ما رأي هذا الرجل يا ترى في بريطانيا وفرنسا، اللتين سارتا على خطى ترامب، وقصفتا سوريا بالصواريخ عندما راق لهما؟

ماذا نفعل؟

إذًا ماذا علينا أن نفعل الآن؟ هل نسلم عفرين فورًا لإرهابيي حزب الاتحاد الديمقراطي؟ 

إذا وضعنا في عين الاعتبار أن ألمانيا منحت فورًا حق اللجوء لعناصر تنظيم فتح الله غولن الذين لعبوا دورًا في المحاولة الانقلابية الفاشلة، هل علينا تقديم اعتذار لزعيم التنظيم المقيم في بنسلفانيا، حتى يرضى عنا الساسة الألمان؟

إلى من يسدون النصائح

ربما كان من الممكن أن نتقبل من يقدمون النصائح إلى تركيا باسم الاتحاد الأوروبي حول بعض القضايا، لكن عندما ينصحون وهم يقولون "إن لم تنفذوا ما نطلبه فلن نلغي تأشيرة الدخول"، لن يكون بمقدورنا ألا نشك بسلامة قواهم العقلية.

لم يبق بلد لم يدخل الاتحاد الأوروبي، ونحن ما زلنا ننتظر على بابه منذ نصف قرن. كما أن الاتحاد لم يفِ بوعوده لا في قضية إعفاء الأتراك من التأشيرة، ولا المشاركة في تحمل نفقات اللاجئبن السوريين.

لينظروا أولًا إلى أنفسهم؟

لو أن بلدان الاتحاد الأوروبي نظرت إلى الوضع الذي تعيشه ووجهت لنفسها نقدًا ذاتيًّا، لتخلت عن توجيه النصائح إلى تركيا، التي لم تحصل على أي من الوعود الأوروبية.

على سبيل المثال، تحذر الشرطة الفرنسية باستمرار اليهود في البلاد من الخروج إلى الشارع وهم يعتمرون الكيبا، قبعة الرأس الصغيرة التي ترمز إلى ديانتهم، لأن العنصرية ومعاداة السامية في تصاعد مستمر.

رئيس الوزراء المجري صرح بأن "أوروبا تخضع لاحتلال الأجانب"، متخذًا من معاداة الإسلام سياسة متبعة. أما اليونان فهي على شفا الإفلاس، في حين تفتقد إيطاليا إلى حكومة تديرها..

أجدادهم وآباؤهم برعوا في إشعال الحروب العالمية

عوضًا عن تقديم الدعم لنا في مكافحتنا للإرهابيين الذين يستهدفون أمن واستقرار تركيا، يقولون إنه لا ديمقراطية عندنا ويطلبون منا ترك عناصر تنظيم "غولن" ليسرحوا على هواهم، أو الانسحاب من عفرين فورًا. ينبغي علينا أن نطلب ممن يتفوهون بهذه الترهات أن ينظروا إلى أنفسهم أولًا..

لأنهم هم من نشروا العنصرية والفاشية والنازية في العالم. أليس إشعال الحروب العالمية من الإبداعات التي سجلها التاريخ لأجداد وآباء هؤلاء؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس