ترك برس

تستخدم الرموز التعبيرية أو "الإيموجيز" (Emoji) كجزء من محادثاتنا اليومية على، وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية وبرامج المحادثة، وبالتأكيد يحب الشعب التركي استخدامها.

يُحاول المستخدمون من خلال الوجوه التعبيرية، دعم المعنى الذي يعملون على إيصاله، والتأكيد على أهمية بعض المناسبات. وقد انتشرت الوجوه التعبيرية بسرعة فائقة وصارت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، حتى أن بعض الأشخاص قد يغضبون إذا أُرسل إليهم وجه خاطئ دون آخر.

بدء ظهور الرموز التعبيرية

عندما لا يرسل الأشخاص رمزا تعبيريا، فإنهم قد يسقطون ضحية للغة التركية. وقد رسم الدكتور على مراد كيريك، وهو أكاديمي في كلية الاتصالات بجامعة مرمرة، خريطة تبين استخدام الرموز التعبيرية حسب البلد والجنس والعمر.

قال كيريك إن الرموز التعبيرية ظهرت ﻷول مرة بعد أن مرت الإتصالات الجماهيرية بتغيير جذري، وبرزت عندما أصبحت تكنولوجيا الكمبيوتر واﻹنترنت وتطبيقات الدردشة أكثر مشاركة في حياتنا.

وقد عمل خبير التكنولوجيا الياباني شيغيتاكا كوريتا، المختص بالاتصالات المتنقلة في التسعينيات، على تطوير الرموز التعبيرية للتعبير عن المشاعر في أثناء الكتابة، وطوّر الرموز التعبيرية المبتسمة باستخدام النقطتين والقوس : )، ورموزًا تعبيرية حزينة مع النقطتين والقوس العكسي : (.

وذكر كيريك أن أول هاتف استخدمت فيه الرموز التعبيرية في عام 1998، هو جهاز لشركة "NTT Docomo"، وكانت أول رموز تعبيرية. لكنها مع الوقت تغيرت و تحولت إلى تلك التي نعرفها اليوم، مع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وتطبيقات الرسائل الفورية.

تحدث كيريك عن رحلة الرموز التعبيرية في تركيا قائلًا: "خلال نهاية التسعينيات، كانت تطبيقات الدردشة شائعة الاستخدام مع زيادة شعبية الإنترنت، أما الرموز التعبيرية فقد دخلت حياتنا بالكامل مع الهاتف الذكي".

استخدام الرموز التعبيرية الخاطئة

السيميائية (Semiotics) أو دراسة الإشارات والرموز، هي مسألة مهمة في الرموز التعبيرية، لأن فيها محاولة للتعبير من خلال الرموز. ومع ذلك، يمكن أن يكون للرموز التعبيرية معانٍ مختلفة في الثقافات المختلفة.

وقال كيريك إنه "يمكن مواجهة بعض المشاكل في التواصل إذا كان معنى الرمز التعبيري مجهولًا، ففي تركيا مثلا الرمز التعبيري الذي له شفاه جانبية يعني الصفير، وبعض الناس يفهمه كقبلة، مما يسبب ارتباكا. وقد أرسل لي أحد أصدقائي عينا، فسألته لماذا أرسلها؟ فأجاب أنها تعني النظر بذكاء، ومعناها في العالم يختلف عن ذلك، فالرموز التعبيرية يتغير معناها في كل ثقافة، مما يخلق ارتباكا في التواصل".

عدم وجود الرموز التعبيرية الإسلامية

لم يتم استخدام علامات ورموز المسلمين في الرموز التعبيرية. وفي اﻵونة الاخيرة تمت إضافة أربعة رموز تعبيرية بواسطة أنظمة تشغيل الهاتف المحمول.

و قال كيريك "إن هناك رموزًا تعبيريةً عن الكعبة، وعن امرأة ترتدي الحجاب ومسجد وغير ذلك من الرموز، وقد تمت إضافتها بجهود من المسلمين، ولكن ذلك كان فقط بهدف الاستعراض. وأرى أنه ينبغي الحد من الإسلاموفوبيا وزيادة رموز المسلمين".

لماذا الرموز التعبيرية صفراء؟

وجوه الرموز التعبيرية صفراء، ولون الجلد في عائلة سمبسون (Simpsons) أصفر أيضًا. والأصفر لون قريب من اللون الأبيض مما يثير قضايا العنصرية، فينبغي تمييز لون البشرة حتى لا تزداد قيم العنصرية. وقد أدت عدة ردود فعل إلى إضافة رموز تعبيرية ذات بشرة داكنة.

الأتراك "يعجبون" بمشاركات الجنازة

عندما يموت شخص ما، يعلن عن ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتبليغ الأقارب والأصدقاء، ويمكن للأشخاص الإعجاب بالمشاركات حول الجنازات، ويمكن رؤية ذلك عبر موقعي فيسبوك وتويتر.

وعند سؤال البعض عن سبب إعجابهم بمنشورات الجنازات، يقولون إنها طريقة للتعبير عن التعازي. وأشار كيريك إلى "أنه لا يوجد وضع مماثل في العالم، فقط الشعب التركي يعجب بمشاركات الجنائز!".

الرموز التعبيرية الأكثر استخداما

حدد كيريك خمسة رموز تعبيرية هي الأكثر شيوعا في تركيا بعد البحث والدراسة، وهي لا تختلف من حيث العمر والجنس. وأول رمز تعبيري هو وجه يضحك مع دموع الفرح، والثاني هو الوجه المبتسم المرتاح، ويأتي القلب في المركز الثالث، والرابع هو تقبيل القلب، أما الخامس فهو إبهام اليد، الذي يعني أنا بخير أو فهمت قصدك.

وقال كيريك: "عادة ما يرسل الرجال رمزا تعبيريا للقلب إلى النساء، ويتم استخدام رمز القلب كذلك من قبل العشاق، ولكن يتم إرساله أيضا إلى الاأصدقاء".

من يستخدم الرموز التعبيرية أكثر؟ النساء أم الرجال؟

وفقا لنتائج البحث، فإن النساء يستخدمن الرموز التعبيرية أكثر من الرجال، وإنهن يعكسن مشاعرهن من خلالها أكثر بكثير.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!