ترك برس

في خضم مساعي بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى فرض عقوبات على تركيا، إذا أكملت صفقة شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسي إس 400، رأى الباحث الأمريكي، سونر جاغبتاي، أن فرض العقوبات يخدم  هدف بوتين الأسمى، وهو تعميق الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة، وأن تقترب أنقرة أكثر من موسكو.

وقال جاغبتاي الذي يشغل منصب مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تحليل نشره المعهد، إن هناك عدة عوامل في الوقت الحالي تؤدي إلى تقويض العلاقات بين البلدين.

وأوضح أن أبرز هذه الخلافات  المطالب التركية بتسليم فتح الله غولن، والتحالف التكتيكي الأمريكي مع وحدات حماية الشعب، وقرار تركيا بشراء بطاريات الصواريخ الروسية "إس-400"، واعتقال خمس مواطنين أمريكيين في تركيا، وانعدام كبير للثقة بين النخب السياسية في البلدين، لا سيما بشأن مسائل الشرق الأوسط.

وأشار إلى وجود انقسامات بين صانعي القرار السياسي في الولايات المتحدة بشأن فرض عقوبات على تركيا، ففي حين يريد بعض  أعضاء الكونغرس اعتماد مقاربة تستخدم القوة مع أردوغان، ويعتقدون أنها قد تحاكي رد موسكو عندما أسقطت تركيا طائرة روسية انتهكت أجواءها في 2015.

وفي المقابل فإن إدارة الرئيس ترامب ووزارة الخارجية لا يدعمان فرض عقوبات، على الأقل ليس قبل الانتخابات التركية المقبلة، ويريدان أن يقوما بمحاولة أخرى عبر إدارة المشاكل المختلفة مع أردوغان. وبالمثل، تُبدي وزارة الدفاع الأمريكية استياءها من سياسة العقوبات.

ولفت إلى أن من يدافعون عن نهج بوتين الصارم يميلون إلى إساءة فهم العلاقة بين روسيا وتركيا على صعيدين. أولاً، أن موسكو وأنقرة ما تزالان على طرفي نقيض بشأن معظم القضايا الإقليمية، على الرغم من العلاقات الحميمة بينهما في مجال الطاقة، بينما تبقى العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا مترسخة في حلف "الناتو" وفي عقودٍ من التعاون العسكري الثنائي.

ثانيا، أن سياسة بوتين الصارمة لم تشمل تهديدات أو أعمال عسكرية، كما أنه لم يضغط على تركيا كما فعل مع أوكرانيا عبر قطع إمدادات الغاز الطبيعي. ولم يصل إلى حد الضغط الهائل المتعلق بالأمن الذي يفكّر فيه بعض المسؤولين الأمريكيين.

وختم سونر تحليله بأنه إذا تخلى الكونغرس الأمريكي عن محور "معاقبة تركيا"، ستحظى إدارة ترامب بالمزيد من الوقت لحل المشاكل التكنولوجية والسياسية الخاصة بعملية شراء بطاريات الصواريخ "إس-400"، وتتفادى في الوقت نفسه انهيار العلاقات الثنائية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!