د. زبير خلف الله - خاص ترك برس

يبدو أن هناك َمن يسعى الى زرع الفتنة بين الأشقاء العرب من خلال مباريات مونديال روسيا واشعال نار الحقد بينهم، وقد بدأت هذه الخطة تؤتي ثمارها من خلال مانراه من تعليقات وفيديوهات تهجم متبادلة بين شباب سعودي وشباب مغاربي، ومع الاسف أن هناك عددا كبيرا بدأ ينجر الى مثل هذه الفننة النتنة التي تجاوزت حدودها الاخلاقية والشرعية. 

لذلك أرجو من كل الاخوة والاخوات عدم السقوط في مثل هذا الفخ القذر الذي لا يزيدنا الا فرقة وكرها لبعضنا بعض ولا يخدم الا أعداء الأمة الذين يقفون وراء مثل هذه الفتنة.
الرياضة اخلاق وليست فتنة، الرياضة حب َليست كرها.

كم جميل أن ترى اربعة فرق عربية تترشح الي كأس العالم بعد ان كنا بالكاد يترشح منا فريق واحد يتيم.

تعدد الفرق العربية المترشحة هو فرصة لكي نتقارب مع بعضنا ولا نعطي الفرصة للخلافات السياسية بين الانظمة لكي تختلف شعوبنا وتتعمق هوة الفرقة التي خلفتها السياسة.
الرياضة قائمة على نشر ثقافة الحب والتعارف والتواصل والاخلاق العالية.

لذلك عندما أشاهد الفريق السعودي يلعب ضد منافس اخر علينا ان نشجعه ونتمنى له الفوز وليس السخرية منه والتجاوز للاستهزاء بالشعب السعودي العربي المسلم وانتهاك أعراضه، وكذلك نفس الشيء بالنسبة الي الاخوة السعوديين ان لا ينجروا الي هذه الفتنة فعندما يلعب فريق من المغرب العربي الاجدر ان يشجعوه وَيتمنوا له الفوز.

أريد من خلال هذه الكلمات البسيطة ان أنبه كل الاخوة في المغرب العربي والاخوة في المشرق العربي الى أن الفتنة التي نجح فيها الاعداء علي المستوى السياسي يريدون توسيعها بين الشعوب المغاربية والمشرقية وتوسيع دائرة الانشقاق ببن المغرب والمشرق الى درجة أننا أصبحنا نرى شبابا سعوديا يتهجم على أبناء المغرب العربي ويعتبرهم بربرا وليسوا عربا وأن الفرنسيين أفضل من البربر، كما رأينا فيديوهات مقابلة اخرى من ابناء المغرب العربي تتهجم علي المشارقة خصوصا السعودية ويعتبرهم بدوا متخلفين وانهم أحفاد قريش.

ولعمري مثل هذه التهكمات لا تعكس الا حالة غياب الوعي لدى الطرفين وَعدم ادراكهم  لخطورة ما يقولونه وأنهم اضافة الى تجاوزهم للبعد الاخلاقي والشرعي فهم يقومون بجريمة ستكون نتائجها وخيمة على الجميع وستذكي نار الحرب والحقد بين الأشقاء العرب.

ان الذي ينجر وراء مثل هذه الاساليب فلن يكون الا منخرطا في مخطط الفتنة او غبيا لا يعرف ما يفعل.

اذكر كل الاخوة والاخوات في المغرب العربي وَفي المشرق العربي أن مثل هذه الاساليب والفيديوهات السخيفة قد تكون سببا في تعرض الجالية المغاربية في السعودية الى الخطر والضرر وقد يعمد بعض الشباب السعودي كردة الفعل الى ايذاء الجالية المغاربية، كما اذكر الشباب السعودي ان يكون عقلانيا ولا يتهجم على المغاربة لان هناك جالية سعودية وخليجية قد تعرضها للاذي من قبل بعض الشباب المغاربي الذي قد يقدم على ردة فعل متهورة.

لذلك أدعو كل الشباب العربي ان يكون عقلانيا وحكيما وان لا ينجر الي مثل هذه الفتنة التي يريد اشعال لهيبها الصهاينة واعداء الامة.

ترشح السعودية لكأس العالم هو ترشح لتونس او المغرب او لمصر وانتصار واحد منهم هو انتصار لنا جميعا وخسارة فريق هو خسارة لنا جميعا.

هنا يأتي السؤال الاهم:  فبدلا ان نتهكم علي الفرق العربية الخاسرة في المنديال لماذا لا نناقش اسباب هذه الهزائم وكيف يمكن تجاوزها وتداركها؟

لماذا لا نتحدث عن كيفية الارتقاء بكرة القدم العربية وبالرياضة العربية بشكل عام واحداث ديناميكية فيها في المحافل الدولية؟

بدلا من أن نتهجم علي بعضنا لماذا لا نجعل من الرياضة العربية فرصة لتقارب عربي اكبر وردم تلك الهوة العميقة بيننا والتي فشلت في ردمها السياسة؟

عن الكاتب

د. زبير خلف الله

كاتب - المركز العربي التركي للتفكير الحضاري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس