مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

أنهت تركيا العملية الانتخابية في 24 يونيو.عندما كتبت هذه السطور كانت نسبة الصناديق المفتوحة 97 في المئة، والنتيجة تقدم أردوغان بـ 52.6 في المئة مقابل 30.8 في المئة لمرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إينجة.

تشير الأرقام الرسمية إلى أن أردوغان نال 11 مليون صوت أكثر من أقرب منافس له إينجة. هذا االفارق يجعل فوز أردوغان غير قابل للنقاش.. وبطبيعة الحال يرمي في سلة المهملات ادعاءات التلاعب التي ذكرها من يريدون الإلقاء بظلال الشك على إرادة الشعب الصادرة عن صناديق الاقتراع..

***

لكن، ما معنى هذا المشهد بالنسبة للحياة السياسية والأحزاب في تركيا؟

أولًا، ينبغي النظر بعين التقدير إلى السياسي الذي يحكم منذ 16 عامًا، وما زال بإمكانه الحصول على هذه الأرقام حتى اليوم على الرغم من كل الانتخابات التي خاضها.

هذا رقم قياسي ليس بالنسبة لتركيا فحسب بل على صعيد السياسة العالمية أيضًا.

ستبدأ مأسسة النظام الجديد اعتبارًا من اليوم تحت قيادة قوية من أردوغان، وستواصل تركيا طريقها بشكل مستقر.

نأتي إلى الحزب.. منح الناخب أردوغان أصواتًا أكثر من حزب العدالة والتنمية (42.4 في المئة) أي حوالي 10 في المئة، ولا شك أن هذا سيثير مساءلة داخل الحزب.

تأكيد أردوغان على هذه النقطة في خطابه بإسطنبول عقب صدور النتائج مؤشر هام في هذا الخصوص. يمكننا توقع اتخاذ تدابير أكثر فعالية لمحو آثار "الكلال المعدني" الذي ظهر على الحزب عندما غاب أردوغان عن قيادته (فترة رئاسة الجمهورية).

***

أما حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، فمن المؤكد أن بانتظاره هزات عنيفة. لأن مرشحه للرئاسة محرم إينجة جمع أصواتًا أكثر من الحزب بـ7 في المئة.

يمكننا القول إن هذا الفارق أحبط خطة رئيس الحزب كمال قلجدار أوغلو لتصفية إينجة عبر ترشيحه لرئاسة الجمهورية.

لكن إذا تذكرنا براعة قلجدار أوغلو في المحافظة على كرسيه، فإن الصراع داخل الحزب قد يتجاوز حدود الجدل الداخلي ليتحول إلى انقسام.

***

حزبا الحركة القومية والشعوب الديمقراطي تجاوزا العتبة الانتخابية ونالا نسبًا متقاربة وسيكونان ممثلان في البرلمان..

حصول الحركة القومية على قرابة 11 في المئة من الأصوات يشير إلى عدم حدوث التراجع الذي تحدثت عنه استطلاعات الرأي قبل الانتخابات.

أما حصول حزب الشعوب الديمقراطي على نسبة أعلى من مرشحه للرئاسة صلاح الدين دميرطاش بثلاث نقاط فالسر وراءه هو الأصوات القادمة من حزب الشعب الجمهوري بلا شك.

***

نأتي إلى أكبر الخاسرين في الانتخابات..

أولهم مرشحة الحزب الجيد، مرال أقشنر، التي لم تتمكن من حجز مقعد لها في البرلمان (نظرًا لأنها كانت مرشحة للرئاسة)، يليها مرشح حزب السعادة تمل قره مولا أوغلو، الذي حصل على أصوات 450 ألف ناخب.

أما المرشح دوغو برينجك، الذي جمع تواقيع 100 ألف ناخب من أجل الترشح للانتخابات، فكان أكثر المرشحين استقرارًا بلا منازع، بحصوله على العدد نفسه من الأصوات.

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس