ترك برس

نشر موقع يوراسيا فيوتشر، تقريرا للمحلل البريطاني، آدم غاري، رأى فيه أن تدفق الاستثمارات الصينية إلى تركيا في الآونة الأخيرة بمعدلات قياسية يعزز من توجه أنقرة الأوراسيوي مع دول منظمة شنغهاي للتعاون، لا سيما بعد التهديد الأمريكي الأخير بفرض عقوبات على تركيا.

ويقول التقرير إن الرئيس أردوغان كان من أوائل مؤيدي مبادرة حزام واحد طريق واحد التي طرحتها الصين للمرة الأولى عام 2013. ومنذ ذلك الحين، ازدهر الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني الذي يربط ساحل الصين بالمحيط الهندي. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين وروسيا على إنشاء ممرات جديدة للتجارة بين البلدين الجارتين.

ويضيف أن تركيا الواقعة في غرب أوراسيا لها دور واضح تضطلع به في هذا المشروع الذي يعود بالفائدة على الجميع، من حيث كونها ملتقى عالميا للبضائع الصينية وغيرها من الدول المشاركة في المشروع، حيث يمكن أن تلتقي بضائعها بالبضائع القادمة من منطقة البحر المتوسط ​​الأوسع باتجاه جنوب آسيا وشرق آسيا.

وبالمثل، فإن اقتصاد تركيا المتنامي بسرعة محط اهتمام كبير للمستثمرين الصينيين الذين يبحثون عن أسواق متنامية وشابة وديناميكية في غرب أوراسيا. ويكشف تقرير حديث لصحيفة ديلي صباح التركية أن أكثر من 1000 شركة صينية تنشط الآن في تركيا عبر مجموعة متنوعة من القطاعات.

ويوضح أن الشركات الصينية التي تعمل في قطاعات الخدمات اللوجستية والإلكترونيات والطاقة والسياحة والمالية والعقارات في تركيا تعمل على توسيع أعمالها في البلاد. مع دخول البنك الصناعي التجاري الصيني وبنك الصين، تسارع تدفق الشركات الصينية إلى تركيا وتوسع كذلك في قطاع التجارة الإلكترونية في الآونة الأخيرة.

وبناء على ذلك، فإن عدد الشركات الصينية العاملة في تركيا قد اقترب من 1000 شركة بحلول شهر أبريل/ نيسان الماضي، وفقا لبيانات وزارة الاقتصاد.

وأكد رئيس مجلس الأعمال التركي-الصيني مراد كولباشي أن دخول بنكين صينيين إلى القطاع المالي التركي واستحواذ المستثمرين الصينين على ميناء كومبورت التركي، يشير إلى أن الصين ستوسع استثماراتها وعملياتها التجارية في تركيا في قطاعات أخرى، بما في ذلك في مجال الطاقة، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والنقل، والبنية التحتية والتجارة الإلكترونية.

وبهدف توسيع التعاون التركي-الصيني في قطاع الخدمات اللوجستية، أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية أنها ستشكل شركة لوجيستية في هونغ كونغ بالشراكة مع شركة ZTO Express الصينية وشركة PAL Air في هونغ كونغ.

ويهدف الشركاء إلى جعل المشروع المشترك الجديد أحد أكبر شركات التكامل في العالم، وتحقيق عوائد تبلغ 2 مليار دولار في غضون السنوات الخمس الأولى من عملها. ومن المتوقع أن يتيح المشروع المشترك الجديد لجعل إسطنبول محورا ضخما للنقل، لشركة الطيران التركية تقديم خدمات متميزة لعملائها في جميع أنحاء العالم.

وعلاوة على ذلك تقيم الصين مشاريع كبرى في تركيا بهدف المساعدة في تعزيز الاتصال الاقتصادي الداخلي في تركيا واستقلال الطاقة في الوقت الذي تستعد فيه تركيا للاضطلاع بدور حيوي كمركز رئيسي في مبادرة حزام  واحد - طريق واحد. ومن هذه المشروعات:

- قطار فائق السرعة بين أنقرة وإسطنبول.

- محطة ثالثة للطاقة النووية لتكمل محطة أك كويو التي يقيمها الروس في ولاية مرسين.

- تحديث ميناء الحاويات كومبورت في تركيا الذي تديره الآن شركة كوسكو باسيفيك  COSCO Pacific الصينية المملوكة للدولة.

- التعاون لتسويع منصة التجارة الإلكترونية التركية Trendyol التي تلقت للتو استثمارات من شركة (علي بابا) الصينية العملاقة لخدمات الإنترنت.

وعلاوة على ذلك، تخطط الصين وتركيا لبدء التبادل التجاري بين البلدين بالعملة المحلية، في خطوة من شأنها أن ترفع من حجم التجارة.

وبالإضافة إلى ذلك تعمل أنقرة وبكين على زيادة عدد السياح الصينيين في البلاد الذين زادوا في العام الماضي إنفاقهم بنسبة 166٪. وبدأت السلطات التركية بالفعل في العمل لجعل البلاد أكثر جاذبية لكل من الزوار والمستثمرين الصينيين.

ويلفت التقرير إلى أن الصين ستصبح شريكا أكثر قيمة وموثوقية لتركيا من ناحية التمويل في مقابل التمويل الأوروبي والأمريكي.

ويخلص التقرير إلى أن مستقبل تركيا الاقتصادي سينمو على نحو متزايد مع الصين، وروسيا، والشركاء الشرقيين الآخرين الذين تتوافق نماذجهم التنموية الاقتصادية الخاصة مع أهداف تركيا في ظل حكم أردوغان، وليس مع النماذج الغربية، علاوة على أن  الشركاء الشرقيين الجدد لتركيا ينظرون باحترام إلى أنقرة، باحترام بينما ينظر الغربيون إلى تركيا بشكوك وعدم ثقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!