ترك برس

اتهم  مركز "أوراسيا فيوتشر" (Eurasia Future) الدولي للأبحاث والدراسات، حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بتبني موقف مزدوج تجاه تركيا، من خلال سماحها لأنشطة حزب العمال الكردستاني، وتنظيم فتح الله غولن الإرهابي "فيتو" على أراضيها، في الوقت الذي تزعم فيه أنها تريد توسيع التجارة مع تركيا.

وقال المركز في تقرير أعده المحلل السياسي آدم غاري، إن الحكومة الألمانية ترفض الاعتراف بتنظيم فيتو  كمجموعة إرهابية، مما يسمح للمنظمة بتلقين الشباب عقيدتها المتطرفة، كما ظهرت أخبار عن أن أجهزة الاستخبارات الألمانية لديها خطوط اتصال مفتوحة مع المسؤول عن محاولة الانقلاب الساقط في تموز/ يوليو عام 2016.

وأضاف أن مجرد اعتراف ألمانيا بوجود اتصالات بين وكالات الاستخبارات وتنظيم فيتو يعد علامة مقلقة بالنظر إلى تاريخ ألمانيا في استضافة الجماعات الإرهابية المناهضة لتركيا والعناصر الإجرامية المنظمة.

وأشار إلى أنه خلال الاحتفال بذكرى اعتداء زولينغن العنصري الذي وقع في ألمانيا في أيار/ مايو 1993 أسفر عن قتل خمس بنات أتراك، تجمع أنصار جماعة البي كي كي الإرهابية من أجل الاستهزاء بضحايا الهجوم، وزاد الأمر سوءا أن الشرطة الألمانية اعتدت بالضرب على أحد المشاركين في الاحتفال حين حاول الاعتراض على تصرفات أنصار البي كي كي.

ولفت إلى أنه منذ بداية آذار/ مارس عام 2018 ، وقع أكثر من 42 هجوماً نفذها أنصار حزب العمال الكردستاني ضد الأتراك على الأراضي الألمانية، بينما تواصل الحكومة الألمانية تغذية العنف الداخلي بتبني سياسة التخويف من الأتراك.

وأضاف أن صمت المسؤولين الألمان على الموجة الأخيرة من العنف التي نفذتها خلايا البي كي كي على المساجد التركية، رافقها هجوم حاد من من وزير الداخلية الألماني الذي صرح أخيرا بأن"الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا".

وعلق غاري على ذلك بقوله إن تصريح الوزير يعني ضمنا أن البي كي كي ينتمي لألمانيا، في حين أن ممارسي أحد الأديان الكبرى في العالم ليسوا موضع ترحيب، وتلك إهانة لمن يحترمون حرية العبادة وحرية القيام بذلك دون تهديد الإرهاب.

ورأى غاري أن المشاعر المعادية لتركيا التي رعتها حكومة أنجيلا ميركل قد تصاعدت إلى تهديد مباشر لسلام وأمن الجالية التركية القوية في ألمانيا، وذلك من خلال التحريض الذي تمارسه وسائل الإعلام التابعة للبي كي كي ضد الأتراك والمسلمين.

وتابع أن لدى حزب العمال الكردستاني تاريخ في استهداف الدولة التركية والمدنيين على حد سواء، بما في ذلك شن هجمات على منتجعات سياحية قتلت فيها الجماعة الإرهابية في الماضي كثيرا من الأوروبيين، وخلال عقود من حربه على الجمهورية التركية قتل حزب العمال الكردستاني أكثر ممن فقدتهم الولايات المتحدة على مدى تاريخها على يد الإرهابيين.

ووصف إدانة الحكومة الألمانية لعملية غصن الزيتون التي قام بها الجيش التركي ضد حزب العمال وامتداده السوري وحدات حماية الشعب الكردي بالموقف غير المسؤول الذي يعرض حياة الألمان جميعا للخطر.

وأردف أن الاستراتيجية غير العقلانية لنخبة برلين تهدف إلى الحصول على دعم السكان الأكراد في ألمانيا، فضلاً عن محاولة التقرب إلى اليمين المتطرف المعادي للإسلام في البلاد. ومن الغريب أن هذه النخبة لا تبدي اهتماما بالأتراك الذين يعيشون الآن تحت تهديد العنف المستمرفي شوارع أوروبا من أنصار البي كي كي.

واعتبر غاري أن فشل ألمانيا وغيرها من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في إدانة إرهاب حزب العمال الكردستاني، واتخاذ إجراءات قوية من جانب الشرطة لوقفه، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي الداعمة له، يعني أن على المجتمع الدولي أن يتصرف.

وأضاف أن رفض ألمانيا استخدام مواردها الشرطية ضد خطر إرهاب حزب العمال الكردستاني، ناهيك عن رفضها التعاون مع تركيا لتحييد هذا التهديد المشترك، يتطلب تدخل مجلس الأمن الدولي، بعد أن أصبحت ألمانيا ملاذا آمنا للإرهابيين من حزب العمال الكردستاني.

وختم غاري تقريره بأن ألمانيا تبدو سعيدة بشراء المنتجات التركية، وتناول الأطعمة التركية، وتوظيف العمال الأتراك، واستخدام الخدمات الاقتصادية التركية، لكنها في الوقت نفسه سمحت بأن تصبح أراضيها مستنقعًا لجميع الإرهابيين أعداء تركيا. ويجب تجفيف هذا المستنقع فورا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!