كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تجيد الولايات المتحدة إظهار نفسها على حق، وهي مدينة بهذه المهارة إلى وقاحة اكتسبتها من كونها "قوة عظمى". فهي تعتبر قسها العميل "أندرو برونسون"، الذي يحاكمه القضاء التركي، "رهينة"، بينما تعتبر نائب رئيس بنك خلق التركي هاكان أتيلا، الذي يحاكمه القضاء الأمريكي بأساليب ملتوية "مذنبًا".

تطلب الدولة الأمريكية، عبر إقحام ترامب، من أردوغان فعل شيء من أجل "القس برونسون". إذًا لنسأل ترامب: ماذا عن المقر المخصص من أجل تنظيم "غولن" الإرهابي في بنسلفانيا؟

ألن تسلم الولايات المتحدة إلى تركيا "فتح الله غولن" المتهم الأول في قضية المحاولة الانقلابية، التي أسفرت عن مقتل 250 من مواطنينا، وجرح الآلاف الآخرين؟

هل تواصل الولايات المتحدة حماية هذا التنظيم الإرهابي الذي نفذ الهجوم الأكثر دموية في التاريخ ضد الجمهورية التركية؟

من حقنا أن نتساءل "ما هذه الصداقة الاستراتيجية؟"، أليس كذلك؟ من السهل طلب إخلاء سبيل العميل برونسون، لكن ماذا عن المعسكر الإرهابي الذي أقامته "سي آي إيه" في بنسلفانيا؟

ليس معروفًا ما ستسفر عنه قضية العميل برونسون، هذا قرار عائد للقضاء التركي. قد يكون هذا العميل مهم جدًّا بالنسبة للولايات المتحدة. إذا كانت واشنطن تمارس كل هذه الضغوط على أنقرة من أجل عميل واحد، فإن من حق هذه الأخيرة ممارسة عشرة أضعاف من الضغوط على الإدارة الأمريكية.

هناك حقيقة بسيطة وواضحة للعيان: أسست الولايات المتحدة وكرًا إرهابيًّا ضخمًا في بنسلفانيا، نفذ مجازر دامية ضد تركيا. هذا الوكر لا يختلف أبدًا عن معسكر تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في البقاع، شرقي لبنان، في ثمانينات القرن الماضي.

تأسس معسكر "غولن" في بنسلفانيا في الفترة نفسها التي أُخرج فيها عبد الله أوجلان من معسكر البقاع وسُلّم إلى تركيا. منذ ذلك التاريخ وقيادة كل التنظيمات الإرهابية تجري من مقر غولن في بنسلفانيا.

طالبت الخارجية التركية أمس الأول الولايات المتحدة بالتخلي عن "سياسة المماطلة" بخصوص تنظيم "غولن". لكن ينبغي على أنقرة أن توسع هذه الجهود وتضعها في إطار حملة أكثر منهجية وجديّة.

مقر غولن" في بنسلفانيا لا يختلف في شيء عن معسكر "بي كي كي" في البقاع بالنسبة لتركيا. ولا بد من تفهيم هذه الحقيقة بلهجة واضحة وحازمة للإدارة الأمريكية.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس