فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

يشعر الجميع بالقلق بعد التغريدة شديدة اللهجة التي استهدف فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا، وتصريحات نائبه مايك بنس "الحافلة بالتهديد والوعيد" وقرار العقوبات الذي اتخذه الكونغرس بحق تركيا.

الجميع يسألونني عبر الرسائل والبريد الإلكتروني والاتصالات الهاتفية "ماذا سيحدث الآن؟".

من المؤكد أن الوضع لا يُثلج الصدور.

تسعى الإدارة الأمريكية لتحويل تركيا إلى بلد يشبه العراق وسوريا وإيران وحتى كوريا الشمالية.

هل في هذا ما يثير الدهشة؟

إذا أردتم رأيي، لا.

هل الأمر يتعلق بإدارة ترامب؟

لا أعتقد.

الموقف تجاه تركيا ثابت ولن يتغير كائنًا من كان من يحكم الولايات المتحدة، وأيًّا كان توجه الحزب الحاكم فيها. 

قبل أربعة أعوام قلت لزميل صحفي إن الولايات المتحدة ستبدأ بالتعامل بهذه الطريقة مع تركيا، فاستغرب وقال: "هذا غير معقول".

نعد إلى التساؤل المطروح "ماذا سيحدث الآن؟".

كان واضحًا من البداية مدى أهمية قضية القس أندرو كريغ برانسون الموقوف في تركيا، بالنسبة للولايات المتحدة، لكننا "حاليًّا" لسنا في وضع سيئ للغاية. 

لأن تركيا تتمتع بأهمية كبيرة جدًّا من ناحية سياسات الولايات المتحدة في المنطقة. 

أهم هدف بالنسبة للإدارة الأمريكية في الوقت الحالي هو إيران، وواشنطن على أعتاب صدام مع طهران.

في مثل هذه الحالة لا يبدو التخلي عن تركيا تمامًا سياسة معقولة.

ومع أن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد بديل لتركيا في شمال سوريا، وبصراحة أكبر مع أنها تنفذ خطة لتأسيس دويلة لبي كي كي ووضعها تحت سيطرتها مع شمال العراق إلا أن الإدارة الأمريكية لا ترغب حاليًّا بهذا القدر من التعامل القاسي مع تركيا.

وفي الحقيقة، تقف التحقيقات المتعلقة بترامب في الولايات المتحدة وراء موقفه المتشدد من تركيا.

يستهدف ترامب تركيا، وليس لأنه معادٍ لها، وإنما لتحقيق نقاط على صعيد السياسة الداخلية.

ولهذا فإن الوضع الحالي ليس سيئًا بالقدر الذي يبدو عليه.

لكن بعد ما حصل، قد تعتقل الولايات المتحدة الأشخاص الذين تعتبرهم مسؤولين عن حبس القس برانسون، وتحيلهم إلى القضاء.

ولهذا فإن الولايات المتحدة أصبحت من الآن فصاعدًا مكانًا خطرًا بالنسبة الساسة والموظفين الرفيعين والمستشارين الأتراك.  

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس