ترك برس

تناول مقال بصحيفة "كوميرسانت" الروسية، دور الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على روسيا وتركيا وألمانيا، في التقارب بين هذه الدول، نحو تحالف غير معلن، وفق وكالة "RT".

المقال الذي أعدّه كل من الكتّاب، فلاديمير سولوفيوف، وسيرغي ستروكان، وكيريل كريفوشييف، أشار إلى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا وتركيا، وكذلك الرسوم التجارية ضد الاتحاد الأوروبي وتركيا، أدت إلى تقارب سياسي بين موسكو وأنقرة وبرلين.

والثلاثاء، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره مولود جاويش أوغلو، في العاصمة التركية، عن فهم مشترك لجميع القضايا تقريبا (بما في ذلك سوريا) وانتقدا سياسة واشنطن، التي، كما يقولون، تخيف أوروبا كلها.

وفي نهاية الأسبوع الجاري، سيجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة أنغيلا ميركل في ألمانيا، التي ساندت تركيا حين انهارت عملتها بسبب الصراع مع واشنطن، بحسب المقال.

وفي سبتمبر، سيغادر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى برلين.

ويعتقد السفير الروسي لدى أنقرة، أليكسي يرخوف، بأن العقوبات الأمريكية حفزت التقارب في المثلث الروسي-التركي-الأوروبي.

فقال في مقابلة مع كوميرسانت: "السياق الحالي يحفز مثل هذه الاتصالات. الحياة الدولية لا تصبح أسهل، ما يعني أن علينا أن نلتقي ونتفاوض. هذا هو جوهر الدبلوماسية الدولية".

كما لفت الخبراء الأتراك الانتباه إلى المصالح المشتركة لهذه "الترويكا"، لكنهم شكّوا في أن يكون هذا الاتحاد قوياً بما فيه الكفاية.

وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكيش، أكّد أن "تعاون روسيا وتركيا وألمانيا، البلدان التي تعاني من السياسة الأمريكية أكثر من البلدان الأخرى في العالم، مهم. لكن الصعوبات التي تواجهها في التعامل مع الولايات المتحدة ذات طبيعة مختلفة".

وأضاف مدير معهد " قرن تركيا الحادي والعشرون" في أنقرة، جاهد أرماغان ديليك أن قضايا الطاقة تقرب موسكو وأنقرة وبرلين. فقال: "لدى روسيا يدان: الأولى هي" السيل الشمالي"، والأخرى "التيار التركي".

تسعى موسكو لإحاطة أوروبا بهذه الأنابيب، فيما ترى الولايات المتحدة في ذلك خسارتها لأوروبا. ومع ذلك، فلا تكفي الطاقة وحدها لتشكيل تحالف ضد الولايات المتحدة".

وأشار البروفيسور أنطون فيدياشن، من الجامعة الأمريكية بواشنطن، إلى أن "المقاومة المشتركة للسياسة الأمريكية، من جانب روسيا وألمانيا وتركيا والصين، يمكن أن تحقق مكاسب اقتصادية ودبلوماسية لكل من هذه الدول".

ولكن من غير المستبعد، وفقا له، أن "يؤدي هذا النجاح نفسه على المدى القصير إلى جولة أشد من المواجهة" مع الولايات المتحدة، حيث سيستعر الصراع السياسي الداخلي مع اقتراب موعد انتخابات منتصف المدة في الكونغرس في نوفمبر القادم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!