ترك برس
قال الخبير العسكري الأمريكي، غوردون داف، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتلقى تعليماته من تل أبيب ومن المساهمين الكبار في صناعة الصلب الأمريكية، يرتكب خطأً استراتيجيا فادحا بالابتعاد عن تركيا، داعيا القيادة التركية إلى طرد العسكريين الأمريكيين من تركيا وإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية".
ويعد غوردون داف، وهو محارب مخضرم في البحرية الأميركية وشارك في حرب فيتنام، من كبار خبراء الاستخبارات العالمية وخبراء الأسلحة النووية، ويدير أكبر منظمة للاستخبارات الخاصة في العالم.
وفي مقال له بعنوان "لماذا يريد ترامب تحطيم تركيا" نشره موقع "نيو إيسترن أوت لوك"، رأى داف أن العقوبات الاقتصادية الواسعة التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا تظهر أن ترامب لا يدرك تبعات هذه الإجراءات على التعاون العسكري مع تركيا، علاوة على كونها عضوا كاملا في حلف الناتو الذي يحظر ميثاقه اتخاذ هذه الإجراءات.
وأوضح أن التوتر الذي خلقه ترامب قد ينتهي بطرد القوات الأمريكية من تركيا في أي وقت. ومن بين تلك القوات توجد قيادة الأسلحة النووية التي تضم ما يقدر بـ84 قنبلة نووية تكتيكية موجهة من نوع B61، و24 طائرة من نوع F16 المعدلة والقادرة على دعم الحرب الحرارية النووية ضد أهداف في الشرق الأوسط من الأراضي التركية.
وبالإضافة إلى ذلك، تحتفظ الولايات المتحدة بفيلق الانتشار السريع في تركيا، وبقاعدة في إزمير، وقاعدة رادار في كوريجيك، وأخرى في ديار بكر. وهناك أيضا بطاريات صواريخ باتريوت ودعم الرادار المتمركز في تركيا لدعم العمليات العسكرية الأمريكية على تنظيم داعش، كما تنقل أمريكا إمدادات لقواتها في سوريا والعراق عبر تركيا.
وأشار داف إلى أن الأساس المنطقي الذي تستخدمه الولايات المتحدة، ظاهرياً، هو استمرار احتجاز القس الأمريكي، هو أندرو برونسون، بسبب صلاته مع تنظيم فتح الله غولن، الذي تقول تركيا إنه عميل لوكالة المخابرات الأمريكية في تركيا وتعاون مع منظمة غولن في تشغيل منظمات إغاثية ومجوعات من الضباط في الجيش.
وأضاف أن الـCIA لها تاريخ طويل في استخدام رجال الدين في عملياتها، وهو شيء تعلمته من البريطانيين الذين استخدموا المبشرين في إفريقيا والهند والصين كمصادر استخبارية منذ القرن الثامن عشر وحتى الآن. أما المخابرات الأمريكية، فكان من أبرز عملياتها إنشاء منظمة غلاديو الإرهابية.
أنشئت غلاديو لتكون شبكة خلفية لجماعات الماسونيين وجماعات أخرى تحولت في السبعينيات إلى عدد من المنظمات الإرهابية. وقام عملاء غلاديو باختطاف وقتل رئيس الوزراء الإيطالي، ألدو مورو، وكانوا مسؤولين عن عقود من التفجيرات في أنحاء أوروبا.
وأردف أن الولايات المتحدة اختارت في تركيا منظمة غولن بما تملكه من شبكة قوية تمتد من باكستان، إلى حوض بحر قزوين والقوقاز، وتدير المدارس وتسيطر على المناصب الحكومية الرئيسية في ست دول. كما يمثل "الغولانيون" نخبة تضم ضباطًا عسكريين وموظفين حكوميين، وهم جزء من شبكة تغطي إمبراطورية إعلامية ومصرفية.
ولفت إلى أنه بغض النظر عن صحة اتهام الرئيس التركي أردوغان للمخابرات الأمريكية بتدبير محاولة اغتياله خلال محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تموز/ يوليو عام 2016، فإن الشيء الوحيد الواضح من تاريخ ترامب أنه يقاد من تل أبيب وليس من واشنطن، ولا يتعامل مع تركيا كشريك في حلف الناتو.
ولهذا فإن الابتعاد عن تركيا كشريك استراتيجي في المنطقة هو خطأ فادح، وليس الخطأ الأول من نوعه الذي يرتكبه ترامب، كما يقول الخبير الأمريكي.
ورأى أن حروب ترامب التجارية صممت لفائدة المساهمين الكبار، من خلال تحويل الصناعات الأمريكية إلى مصادر الصلب والألمنيوم والمواد الأخرى التي تملكها مصادر قريبة من ترامب نفسه. ولهذا فإن الفحص الدقيق لقائمة التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، يظهر بوادر استغلال تجاري ومعاملات تجارية غير شرعية.
وختم داف مقاله بالقول بأن الوقت قد حان للرئيس التركي لاتخاذ موقف، وطرد وكالة المخابرات المركزية والقوات الأمريكية من تركيا، ودفع دول حلف شمال الأطلسي لطرد الولايات المتحدة من الحلف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!