ترك برس

مع قرب الانتهاء من أعمال مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى تركيا، شدد خبراء روس في مجال الطاقة على أهمية المشروع التركي في تلبية احتياجات أوروبا المتزايدة من الغاز، وأنه لا بديل لأوروبا من استيراد الغاز الروسي عبر تركيا.

وكان أليكسي ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم"، أعلن أمس أن بناء الجزء البحري من خط أنابيب السيل التركي سيستكمل خلال شهرين.

وقال البروفيسور، فاليري بيسل، الأستاذ في جامعة جوبكين للنفط والغاز الروسية، إن التقدم في بناء المشروع يشير إلى أن بدء تشغيله في المستقبل القريب أصبح مضمونا، وأن الشركات التركية المشاركة في المشروع سوف تربح من ورائه ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف من أرباح غازبروم.

وأضاف بيسيل في حديث لموقع فستنيك كفكازا، أن مستقبل مشروع السيل التركي مضمون لأن غازبروم هي أكبر مورد موثوق للغاز الرخيص في المنطقة كلها.

وأكد بيسيل أنه لا يوجد بديل حقيقي لأوروبا عن استيراد الغاز عبر تركيا، حيث إن احتياطيات الغاز الأمريكية أقل بأربع مرات من روسيا، في حين أن إيران التي تمتلك نفس الاحتياطيات مثل غازبروم تعاني من العقوبات الأمريكية.

بدوره أشار المحلل الروسي أليكسي كوكين، إلى أن الخط الأول من خط أنابيب السيل التركي محمي من أي اضطرابات سياسية واقتصادية، وأن أوروبا ستعود للتفاوض مع غازبروم عاجلا أم آجلا بشأن الخط الثاني.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي اعتبر رئيس مجلس إدارة غازبروم، ألكسندر مدفيديف، أن مشاريع نقل الغاز "السيل الشمالي-2" و"السيل التركي" مهمة وحيوية للاتحاد الأوروبي، في ظل نمو الطلب في أوروبا على الغاز.

وقال مدفيديف على هامش مشاركته في منتدى "أسبوع الطاقة الروسي"، المنعقد حاليا في موسكو إن "توريد الغاز الروسي إلى أوروبا سيسجل العام الجاري مستوى قياسيا جديدا، وهذا المستوى قريب من الكميات المذكورة في العقود المبرمة مع الدول الأوروبية، والتي تبلغ حوالي 204.5 مليار متر مكعب من الغاز".

وأردف قائلا أن ذلك يعني أنه لضخ كميات غاز إضافية يجب مد أنابيب غاز جديدة، لذلك فإن مشروعي الغاز (السيل الشمالي 2) و(السيل التركي) بمثابة شريان حياة لأوروبا لتلبية نمو الطلب على الغاز".

ويتكون مشروع السيل التركي، من خطي أنابيب سعة كل منهما 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، يمتدان من روسيا إلى تركيا ومنها إلى أوروبا عبر البحر الأسود، على أن يغذي الأنبوب الأول تركيا، والثاني دول جنوب شرقي وجنوبي أوروبا.

وبعد إتمام المشروع بشكل كامل، ستتحول تركيا إلى عقدة لضخ الغاز الروسي إلى جنوبي أوروبا ووسطها، ما سيعزز مواقع أنقرة الجيوسياسية في المنطقة، ويقوي علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تربطها بموسكو.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!