ترك برس

بعد قرار المحكمة التركية إدانة القس الأمريكي، أندرو برونسون، بتهم التجسس وارتكاب جرائم باسم منظمات إرهابية، مع الاكتفاء بالعقوبة التي أمضاها، ما يزال تحسن العلاقات الأمريكية التركية يواجه عقبتين رئيستين، كما قال دبلوماسي تركي لموقع ميدل إيست آي البريطاني.

وأوضح الدبلوماسي التركي الذي لم يكشف عن هويته، أن الخلاف الرئيسي بين الولايات المتحدة وتركيا إلى جانب قضية برونسون، يرجع إلى طموح الولايات المتحدة في إنشاء كيان مستقل لوحدات حماية الشعب في سوريا.

وكانت مدينة منبج مصدراً للتوتر بين البلدين منذ عام 2016، عندما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها حدات حماية الشعب الكردية، على المدينة بدعم من الجيش الأمريكي. وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب بوصفها مجموعة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن حربا على الدولة التركية منذ ثلاثة عقود. بينما تتعامل واشنطن مع الوحدات الكردية كحليف رئيسي في الحرب على داعش.

وفي محاولة لإيجاد أرضية مشتركة لحل النزاع، اتفق البلدان في يونيو/ حزيران على تسيير دوريات مشتركة في منبج الواقعة غربي نهر الفرات. وفي ذلك الوقت وافقت الولايات المتحدة على أن تنسحب قوات سوريا الديمقراطية من المدينة وتتراجع  إلى شرق النهر في غضون 90 يوما. ولكن ذلك لم يحدث بعد مضي المدة، وما تزال هذه الميليشيات موجودة في المدينة.

واستبعد مسؤول أمني تركي في حديث للموقع البريطاني أن تكون هناك خطط تركية على المدى القصير للقيام بأي عمليات عسكرية في المنطقة، حيث يوجد نحو 2000 ضابط أمريكي لتدريب وتقديم المشورة لقوات سوريا الديمقراطية.

وأضاف المسؤول الأمني أن "أنقرة تعتقد أن الولايات المتحدة تحتفظ بمنبج كورقة رابحة للمفاوضات السياسية في نهاية المطاف، وأنها سوف تتخلى بسهولة عن منبج مقابل بعض آبار النفط في دير الزور أو الرقة".

أما العقبة الثانية التي تواجه تحسين العلاقات فهي قرار تركيا شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400،على الرغم من معارضة حلفائها في حلف الناتو، ومخاوف المشرعين الأمريكيين من أن تتمكن روسيا من خلال هذه المنظومة من جمع معلومات استخباراتية عن التقنية الأمريكية لمقاتلات F-35 .

وفي يونيو/ حزيران الماضي وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون يمنع أو يؤخر بيع الطائرات المقاتلة من طراز F-35 إلى تركيا، وفي وقت سابق من هذا الشهر، قرر الرئيس الأمريكي ترامب تأجيل تسليم الطائرات إلى تركيا لمدة 90 يومًا على الأقل.

وقبل أسابيع من إطلاق سراح برونسون، قال مصدر دبلوماسي أمريكي إنه لا يمكن تحسين العلاقات إلا إذا تخلت تركيا عن قرارها بشراء الـ S-400s.

وتقول مصادر تركية قريبة من المفاوضات بين البلدين إن استخدام أنظمة S-400 من شأنه أن يخلق أزمة بين تركيا والولايات المتحدة، لأن المنظومة الروسية قادرة على استهداف وضرب معظم صواريخ الناتو. ويشعر الجيش التركي بالقلق من احتمال فرض مزيد من العقوبات بعد تأخير تسليم تركيا طائرات F-35.

وقال مصدر أمني تركي لموقع ميدل إيست آي، إن منظومة S-400 قد لا يتم تجميعها أو تشغيلها بعد تسلمها لمنع حدوث أي مواجهة مع أنظمة حلف الناتو والولايات المتحدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!