جانداش طولغا اشق – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

المزاعم بدأت تتبلور شيئًا فشيئًا. السعودية، إحدى أغنى الدول في العالم، تقضي على صحفي لأنه معارض فقط في قنصليتها بإسطنبول على يد طاقم من 15 شخصًا.

جمال خاشقجي ليس زعيم أو عنصر تنظيم إرهابي، فأي ضمير أو عدل يقبل بإرسال 15 عنصر استخبارات محترف ومدرب عسكريًّا ضد مدني أعزل؟

التراجع عن السماح بعملية تفتيش

أعلنت القنصلية السعودية قبولها الطلب الوارد من الجانب التركي، ونقلت إجابة ولي العهد محمد بن سلمان "بإمكانكم إجراء البحث متى شئتم".

تحركت الشرطة التركية على الإثر وتقدمت بطلب من أجل إجراء بحث جنائي مفصل في مبنى القنصلية. عندها تراجع السعوديون عن أقوالهم!

كانت الإجابة على طلب الشرطة التركية "لا نسمح لكم بإجراء بحث جنائي مفصل، بإمكانكم إلقاء نظرة داخل المبنى، ثم الخروج". وبطبيعة الحال، رفضت الشرطة إجراء هذا البحث الشكلي، وطلبت إجراء بحث مفصل.

أعلن مسؤولو القنصلية أنهم سيبلغون طلب الشرطة إلى مسؤولي بلادهم، وحتى الساعة لا إجابة.. تحدثت أمس مع مصدر في الشرطة فقال إنه من غير الممكن إجراء البحث دون الحصول على موافقة القنصلية، بموجب القوانين الدولية.

وأضاف أن المشهد الحالي واضح تمامًا، وهو أن السعوديين يتبادلون الكرة فيما بينهم لكسب الوقت.

واشنطن تعتقد أن العالم أحمق

نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أدلى بتصريح قال فيه: "نحن مستعدون لإرسال طاقم من إف بي آي، إذا طلبت السعودية المساعدة في قضية خاشقجي"، بهدف العثور على الصحفي حيًّا أو ميتًا.

استشرى في الكادر الحاكم بالولايات المتحدة في الآونة الأخيرة مرض الاعتقاد بأنه هو في غاية الذكاء، وأن ما تبقى من العالم في غاية الحماقة!

جميع من يملكون نسبة متوسطة من الذكاء في العالم يعلمون أن السعودية لا يمكنها الإقدام على أي خطوة في المنطقة دون علم أو موافقة الولايات المتحدة.

قبل أيام، قال الرئيس الأمريكي "نحن نحمي السعودية، هل تعتقدون أن السعودية غنية؟ أنا أحب الملك سلمان، إتصلت به وقلت له أيها الملك نحن نحميك، ولن يكون بإمكانك البقاء هناك لإسبوعين من دوننا، عليك الدفع للجيش".

أمريكا سترسل إف بي آي! واشنطن لن تتدخل في هذه الحادثة إلا من أجل تبرئة ساحة السعودية، التي ترى فيها مصدرًا للمال.

هذا ما سيحدث: سيأتي إف بي آي، ويعلن براءة القنصلية، ومن المحتمل أن تُلقى تبعات القضية على عاتق تركيا. بعد ذلك يرسل البيت الأبيض فاتورة إلى الرياض لقبض مقابل هذه الخدمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس