مراد كلكيتلي أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

أصبح خيار تركيا في الحصول على منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400 أزمة على صعيد العلاقات الخارجية، هذه حقيقة لا غبار عليها!

مخاوف كبيرة ثارت لدى الولايات المتحدة على الأخص، عقب إعلان تركيا، العضو الهام في حلف الناتو منذ أكثر من 50 عامًا، أنها ستلبي حاجتها الدفاعية من روسيا، وإصرارها على ذلك.

من الواضح تمامًا أن المسألة لا تتعلق بالمنظومة الصاروخية بحد ذاتها.. فالولايات المتحدة اعتبرت تركيا مخفرًا أماميًّا بالنسبة لها طوال سنوات الحرب الباردة، وكانت تطيح بالحكومات فيها عندما تقتضي مصالحها، والآن تثور المخاوف الأمريكية جراء "خروج تركيا عن الخط المرسوم لها".

في الواقع، هذا التحليل الأخير صحيح تمامًا! وهو نتيجة اتباع تركيا خلال الآونة الأخيرة سياسات مستقلة في كافة المجالات تقريبًا.

قرار شراء المنظومة الروسية هو خطوة أقدمت عليها أنقرة بموجب مقتضيات حاجتها الدفاعية، أكثر منه تغيير في تحالفها مع الغرب.

فالولايات المتحدة ماطلت تركيا حتى وهي تبيعها أسلحة بسيطة، ناهيك عن منظومة صواريخ باتريوت.

كما قلت، السياسات المستقلة هي مسار تركيا الجديد. وفي إطارها جاءت تلك البشرى التي زفها قبل أيام الرئيس رجب طيب أردوغان في حفل افتتاح البنى التختية تطوير التكنولوجيا الوطنية حول منظومة الدفاع الصاروخي بعيد المدى المحلية، وهي أحدث خطوة في هذا الطريق.

ومع إنجاز هذا المشروع، الذي تكفلت به شركات "TÜBİTAK SAGE" و"ASELSAN" و"ROKETSAN"، لن يبقى هناك داعٍ لإثارة الجدل حول أي منظومة ستشتريها تركيا سواء إس-400 أم باتريوت، ولا لكتابة تحليلات عميقة حول الظروف الجيوسياسية المتعلقة بالاختيار بين المنظومتين.

المنظومة الجديدة التي أُطلق عليها اسم "سيبر" (الدرع) من المخطط أن يتم استلامها عام 2021، ومعها ستنتقل تركيا إلى مستوى أعلى على صعيد الصناعات الدفاعية.

لكن هل يقتصر الأمر على منظومة "الدرع"؟ هناك منظومة إطلاق الصواريخ الكهرومغناطيسية "SAPAN"، ونظام حماية الدبابات "PUSAT"، والسلاح الليزري الوطني "IŞIN"، جميعها مشاريع في مراحلها الأخيرة.

هذا الأداء العالي الذي تقدمه تركيا على صعيد الصناعات الدفاعية، كما هو الحال بالنسبة للاقتصاد، سيعزز السياسات الاستقلالية، ولهذا فإن كل خطوة على هذا الطريق تتمتع بأهمية قصوى.

عن الكاتب

مراد كلكيتلي أوغلو

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس