ترك برس

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رصدها جوائز مالية لمن يدلي بمعلومات حول 3 قادة بارزين لدى تنظيم "بي كي كي" الإرهابي.

واستهدفت واشنطن عبر إعلانها هذا كلاً من مراد قرايلان (مقابل ما يصل لـ 5 ملايين دولار لأي معلومات حوله)، وجميل باييك (مقابل ما يصل لـ4 ملايين دولار لأي معلومات حوله)، وضوران كالكان (مقابل ما يصل لـ3 ملايين دولار لأي معلومات حوله.)

عقب ذلك صرح مبعوث الرئيس الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، أن واشنطن "لا تعد ي ب ك تنظيماً إرهابياً"، مضيفاً: "نتفهم قلق الأتراك حول وجود صلة بين بي كا كا و ي ب ك."

في هذا الإطار، تساءل برهان الدين دوران، الكاتب الصحفي التركي ومنسق مركز "سيتا" للدرسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عن توقيت الخطوة الأمريكية هذه وما الهدف منه؟

وأضاف في مقال له بصحيفة "صباح"، أن هذه الخطوة قد كانت بمثابة مغازلة أمريكية تجاه أنقرة عقب إفراج الأخيرة عن الراهب برانسون. وربما خطوة تهدف تلطيف الأجواء قبيل لقاء أردوغان – ترامب في العاصمة الفرنسية باريس، إضافة إلى خطوات أخرى في هذا الإطار، مثل بدء الدوريات المشتركة بين القوات التركية والأمريكية في منبج السورية، وإعفاء تركيا من العقوبات المفروضة على إيران، والتوقعات الإيجابية في قضية خلق بنك التركي.

وأوضح أن إحدى التفسيرات الأخرى للخطوة الأمريكية هذه، هي أنها "بهدف تحسين الأجواء استعداداً لعقد واشنطن مباحثات مع تركيا حول سياساتها المتعلقة بتطويق طهران. كما أن هناك البعض ممن يقول بأن واشنطن اتخذت هذه الخطوة نتيجة توجه الأنظار إلى شرقي نهر الفرات شمالي سوريا عقب قمة إسطنبول الرباعية، والإصرار التركي في هذا الخصوص."

وتابع: "ربما تكون هذه التفسيرات والتقييمات حقيقية نسبياً، إلا أنه يتوجب البحث عن السبب الرئيسي في استمرارية سياسات واشنطن المتعلقة بسوريا وتنظيم ي ب ك. ليس هناك تغيير في السياسة، بل على العكس حان وقت الدخول في مرحلة جديدة."

وأشار الكاتب التركي إلى أن الهدف الرئيسي لإدارة ترامب من هذه الخطوة، هو تمييز "ي ب ك" عن "بي كي كي"وتحويله إلى وكيل يمكن السيطرة عليه. وبالتالي إخراج "ي ب ك" من دائرة تهم  الإرهاب التي يوصف بها "بي كي كي"، وشرعنته، وتأمين جلوسه على طاولة الحل السياسي في سوريا.

وأردف: "الخطوة الأولى في هذا السياق كانت دمج ي ب ك مع العرب تحت غطاء ما يُعرف بقوات سوريا الديمقراطية. الخطوة الثانية، هي إنهاء الصلة بين بي كي كي وي ب ك عقب انتهاء مرحلة مكافحة تنظيم داعش. وتصوير ي ب ك على أنه الممثل الشرعي لأكراد سوريا."

ورأى "دوران" أنه تحقيق هذا الهدف يوجب تصفية القادة رفيعي المستوى لدى "بي كي كي"، وتصفية كادر قنديل المتعاون مع إيران، مبيناً أن تصفية هؤلاء سيسهّل من خضوع أذرع "كي جي كي – بي كي كي" في سوريا وإيران، تحت السيطرة الأمريكية.

وتابع: "وبهذا سيتم العمل على خلق أجواء إيجابية لدى الرأي العام التركي، بالتزامن مع إطلاق حملة دولية لشرعنة ي ب ك الذي يُتوهّم تحوله عن مسار بي كي كي."

وتوقع الكاتب أن تنضم العواصم الأوروبية، فضلاً عن واشنطن إلى هذه الجوقة. معتبراً أنه هذا هو السبب وراء طرح سؤال "من سيكون ممثل الأكراد في سوريا؟" بكثرة خلال الأيام الأخيرة.

كما ذهب "دوران" إلى احتمالية إيجاد تنظيم جديد شامل لإقناع الآخرين بفكرة تحول "ي ب ك"، مبيناً أنه بهذا يتم الترويج لفكرة أن تركيا خرجت من دائرة استهداف "ي ب ك"، وباتت تنظيماً سورياً بامتياز.

واستبعد الكاتب أن تتحوّل منظمة إرهابية تقوم بنشاطات انفصالية منذ 40 عاماً، بهذه السهولة، واصفاً توهم الأمريكان بقدرتهم على إقناع تركيا بهذه الفكرة، بينما لم يقبلوا هم بنفس الصياغة عندما كان الأمر متعلقاً بـ "داعش" و"جبهة النصرة"، بالأمر المضحك.

وأكد أن أنقرة لا يمكن أن تتقبل جلوس "ي ب ك" على الطاولة كممثل شرعي لأكراد سوريا. وأنها ستواصل البحث عن سبل لتطهير شمالي سوريا من "بي كي كي/ي ب ك" حتى لو استغرق ذلك عشرات السنين.

واختتم بالإشارة إلى أنه في حال الاعتقاد بقدرة الأطراف الأخرى غير "ي ب ك"، على تمثيل أكراد سوريا، فإن التعاون مع تركيا أمر سيكون لا بد منه حتى في هذه الحالة أيضاً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!