ترك برس

تشهد محافظة إدلب السورية في الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين فصائل معارضة أدت إلى سقوط قتلى وإصابات، الأمر الذي أثار تساؤلات حول أسبابها ودلالاتها.

وتتزامن الاشتباكات مع استعدادات مشتركة من الجيش التركي والجيش السوري الحر لإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG).

وتمتلك تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب بموجب تفاهمات توصلت إليها مع روسيا وإيران في إطار مباحثات أستانة لحل الأزمة السورية المستمرة منذ 2011.

وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، توصلا في وقت سابق إلى اتفاق لإقامة "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب تحت سيطرة روسية تركية، ساهم في تجنب هجوم على هذه المحافظة التي تعتبر آخر معقل للفصائل المعارضة للنظام في دمشق.

ونص الاتفاق على أن تنسحب جميع الفصائل المسلحة التي وصفت بالمتطرفة من المنطقة المنزوعة السلاح، بما فيها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).

وحسب تقرير لوكالة رويترز، قال مسلحون من المعارضة السورية وسكان إن اشتباكات بين فصائل معارضة متناحرة احتدمت في شمال غرب سوريا في أحدث مواجهات بين خصوم الرئيس السوري بشار الأسد.

وطالما عصف الاقتتال بالمعارضة المسلحة في سوريا منذ بدء الانتفاضة على الأسد في عام 2011. وساعدت المعارك بين الفصائل المتناحرة الرئيس السوري، مع حلفائه الإيرانيين والروس، على استعادة الكثير من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وقال مقاتلون من المعارضة المسلحة وسكان إن هيئة تحرير الشام، التي كانت تنتمي لتنظيم القاعدة في السابق، شنت هجوما يوم الثلاثاء على بلدات خاضعة لسيطرة حركة نور الدين زنكي المنضوية تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير.

وقالت هيئة تحرير الشام، التي انتزعت السيطرة يوم الأربعاء على مدينة دارة عزة في محافظة حلب، إن الهجوم رد على كمين أدى إلى مقتل خمسة من مقاتليها. وألقت باللوم على حركة نور الدين زنكي.

وذكرت رويترز أن الخلافات الايديولوجية تفصل "المقاتلين الإسلاميين المتشددين" عن جماعات وطنية في الجيش السوري الحر تجمعت تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير التي حصلت على دعم تركيا.

وقال مصدر بالمعارضة إن انتزاع السيطرة على مدينة دارة عزة سيعزز موقف هيئة تحرير الشام في محادثات سرية مع تركيا التي لها وجود عسكري قوي في المنطقة الشمالية وتريد تشديد قبضتها على المنطقة لتأمين حدودها.

وفي تصاعد للاقتتال، قال سكان ومقاتلون من المعارضة إن قوات الجبهة الوطنية للتحرير هاجمت معاقل ونقاط تفتيش لهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب.

وقالت الجبهة الوطنية للتحرير في بيان "نحمل هيئة تحرير الشام مسؤولية كافة التبعات الخطيرة والكارثية التي سوف تترتب على تصعيدها الأخير في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد وندعو عقلاءهم إلى إيقاف القتال والحفاظ على ما تبقى من الثورة".

وزادت المخاوف من أن القتال، الذي كان بعيدا عن المناطق المدنية بشكل كبير حتى الآن، قد يمتد إلى مناطق مكتظة بالسكان. وقال مقاتلو معارضة إن عشرات سقطوا قتلى وجرحى حتى الآن.

ونظم عشرات المدنيين في مدينة معرة النعمان، الخاضعة لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير، مسيرة ضد تحرير الشام يوم الأربعاء واتهموا الجماعة وزعيمها الشيخ أبو محمد الجولاني بخدمة الأسد بالهجوم الأخير.

وامتدت الاشتباكات بين فصائل المعارضة إلى أطمة وهي بلدة على حدود محافظة إدلب مع تركيا. وتضم البلدة الآن عشرات آلاف السوريين الذين نزحوا خلال سنوات الحرب والذين يعيشون في خيام مؤقتة.

وقال أحد السكان في المخيم ويدعى عبد العزيز يونس إن عدة مدنيين قتلوا عندما تبادل مسلحو المعارضة القصف، حسب رويترز.

وفي تغريدة نشرها عبر موقع "تويتر"، قال القيادي في "الجيش الحر"، مصطفى سيجري، إن الجولاني عمد على بدء معركة الاعتداء على الفصائل الثورية "بغية إفشال العمليات العسكرية السورية التركية المشتركة على منبج وشرق الفرات خدمة لمشغلين PKK الارهابي، وطعن الأحرار من الخلف كعادته".

وأضاف سيجري: "إلا أنه (الجولاني) سيدرك قريباً بأن خطواته هذه ليست إلا سبب في تعجيل هلاكه وإنهاء تنظيمه".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!