هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما تقرأون عنوان المقال لا تقولوا "هل حللنا كل مشاكلنا وجاء الدور على غزو الفضاء؟". فالبلد الذي يريد أن تكون له كلمة في مستقبل الإنسانية يتوجب عليه أن يأخذ مكانه في الفضاء والمحيطات والبحار البعيدة. 

تتصدر الولايات المتحدة ورسيا أبحاث الفضاء، وتمتلك كندا والهند واليابان، إضافة إلى الاتحاد الاوروبي، برامجها الفضائية المستقلة. 

نحن بلد تأخر كثيرًا في الدخول إلى هذا المجال. هناك 73 بلدًا أسس وكالات من أجل بحوث الفضاء حتى اليوم. 

قبل فترة قصيرة، أقدمت تركيا على حملة في غاية الصواب، وبدأت الانفتاح على قارة انتاركتيكا. دخلنا بين الدول التي أرسلت علماءها وفنييها إلى تلك القارة الغريبة على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات.

هذه ليست قضية اعتبار فحسب، فالخبرة التي سنكتسبها هناك سوف تساعدنا على استخدام التكنولوجيا والصناعة والموارد الطبيعية بشكل مثمر.

والآن جاءت حملة هامة أخرى، وهي بحوث الفضاء. أسست تركيا وكالتها الخاصة، التي ستعمل ضمن وزارة الصناعة والتكنولوجيا. تحدثت مع الوزير مصطفى وارانك، وأخبرني أنهم يبذلون جهودًا كبيرة للتقدم بخطوات سريعة في هذا المجال.

ستعد وكالة الفضاء التركية عما قريب "برنامج الفضاء الوطني"، وتعمل على التنسيق من أجل تفعيله. وستجري الفعاليات الفضائية التجارية والعلمية وأبحاث الوصول إلى الفضاء بمراكب مأهولة وغير مأهولة، ومسألة إطلاق الأقمار الصناعية.

 كما ستعمل وكالة الفضاء على تنسيق أعمال وبحوث الطيران والفضاء لمؤسسات أخرى كمعهد الفضاء التابع لمؤسسة البحوث العلمية والتكنولوجية وشركة الصناعات الجوية والفضائية وشركة روكيتسان وشركة تركسات.

ومن خلال المعلومات التي سنحصل عليها من بحوث الفضاء سيكون بإمكاننا رصد الكوارث الطبيعية مبكرًا، وتوقع حالة الجو بشكل صائب، وزيادة الإنتاج الزراعي، ومكافحة المشاكل البيئية بشكل فعال.

خلال فترة قريبة سينضم قمران جديدان إلى أقمارنا الصناعية في الفضاء. قمر "Türksat 6A" هو أول قمر اتصالات وطني، أما قمر "İMECE" فيهدف لتلبية الاحتياجات العسكرية.

مع إرسال قمر "İMECE" إلى الفضاء ستزداد قوة المراقبة العسكرية والاستخبارية لتركيا بشكل كبير. هناك حوالي ألف مختص يعملون على بحوث الفضاء في مؤسسات وجامعات مختلفة في بلدنا. أحد الأهداف رفع هذا العدد إلى عشرة آلاف.

أما المرحلة التالية فهي إطلاق قمر تركي بإمكانات وطنية. تقوم شركة روكيتسان بأبحاث هامة في هذا المجال. وتطوير هذه التكنولوجيا يعني اقتراب تركيا من إنتاج منظومات دفاع جوية كباتريوت وإس-400.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس