هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

حقًّا هناك شيء اسمه "الوقاحة الأمريكية"!

في محطته الأولى إسرائيل قبل مجيئه إلى العاصمة التركية أنقرة أدلى مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون بتصريحات قال فيها: "لا نريد أن تنفذ تركيا عملية عسكرية في سوريا دون تنسيق كامل معنا".

وأضاف المسؤول الأمريكي: "لن يجري سحب القوات الأمريكية من سوريا دون توقيع اتفاق من أجل حماية الأكراد".

قبل بولتون، بلغت الجرأة بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حد القول: "تعمل الولايات المتحدة على ضمان عدم قيام الأتراك بذبح الأكراد في سوريا".

لم يتعد الأكراد كونهم واحدة من المجموعات التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد "أعدائها"، في إطار سياستها الشرق أوسطية.

انظروا إلى الأكراد الذين بدت الولايات المتحدة وكأنها تحميهم ضد الاتحاد السوفياتي تارة، وضد صدام حسين تارة أخرى، ثم تخلت عنهم في نهاية المطاف.  

لهذا فإن من الوقاحة والمعيب اليوم مجرد إعراب الولايات المتحدة عن قلقها من "قتل الأكراد" وعلى يد بلد كتركيا.

بي كي كي ووحدات حماية الشعب هما من استهدفا حياة المدنيين خلال مكافحة تركيا لهما سواء في المنطقة الجنوب شرقية أو في عفرين.

خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة فقط، قتل بي كي كي 425 مدنيًّا من مواطنينا، وقتل 28 مدنيًّا كرديًّا أثناء عملية غصن الزيتون في عفرين.

كما أن تركيا، وهي واحدة من أربعة بلدان يقيم فيها الأكراد، قدمت النموذج الأجمل على التعايش بالمقارنة مع البلدان الثلاثة الأخرى إيران وسوريا والعراق.

أعلى نسبة امتزاج في أنشطة الحياة اليومية كالزواج وبناء الأسرة سُجلت في تركيا، التي تعد المثال الوحيد على استلام الأكراد أعلى المناصب في إدارة الدولة بدءًا من رئاسة الجمهورية وحتى الوزارات.  

استثني العراق في هذا الخصوص، لأن الوضع القائم فيه ناجم عن ممارسة إجبارية فرضها الاحتلال. الانقسام السياسي الاجتماعي في البلد واضح للعيان.

عندما فر مئات الآلاف من الأكراد من ظلم صدام والأسد اختاروا اللجوء إلى تركيا. السبب في ذلك أنهم يعتبرونها الأرض الأكثر أمنًا التي يمكن أن يعيشوا فيها.

بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين طردهم ترامب من مناصبهم، ينبغي علينا ألا نولي أهمية كبيرة لتصريحات هذين المسؤولين الوقحين. تركيا ستواصل طريقها على أي حال.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس