كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

نشرت إدارة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تقرير "تقييم التهديدات في العالم 2019". أظهر التقرير مرة أخرى مدى صحة ومشروعية خطط تركيا في القيام بتدخل عسكري في شرق الفرات وإقامة منطقة آمنة.

يعتبر التقرير المذكور، المعد على يد إدارة الاستخبارات الوطنية،  وحدات حماية الشعب "ميليشيات بي كي كي في سوريا".

من المهم أن التقرير أورد حرفيًّا ما قاله مدير إدارة الاستخبارات الوطنية دان كوتس أمام أعضاء مجلس الشيوخ في لجنة الاستخبارات بالمجلس.

يؤكد التقرير صحة طروح تركيا عن "التهديد الإرهابي" لوحدات حماية الشعب، وفي الوقت نفسه يوضح كيفية تعاون الولايات المتحدة وإقامتها شراكة قذرة في سوريا مع ميليشيات بي كي كي، الذي تعتبره واشنطن "تنظيمًا إرهابيًّا".

يعتبر هذا التقرير بمثابة اعتراف أن آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة والمرسلة إلى وحدات حماية الشعب، ذهبت إلى "ميليشيات بي كي كي".

هناك الكثير من الاعترافات المشابهة بشأن وحدات حماية الشعب، أدلى بها وزراء دفاع وأعضاء في مجلس الشيوخ ومسؤولين ومدراء استخبارات. لكن مع ذلك تحاول أنقرة منذ أعوام توضيح وإثبات أن وحدات حماية الشعب هي فرع لتنظيم بي كي كي الإرهابي في سوريا.

على الرغم من معارضة أنقرة واصلت الإدارة الأمريكية إرسال السلاح إلى بي كي كي الإرهابي. لكن إعلان تركيا اعتزمها القيام بتدخل عسكري في شرق الفرات أدى إلى تحول هام في سياسة الولايات المتحدة.

اتخذ ترامب قرار الانسحاب من سوريا، ما مهد الطريق أمام تركيا، لكن رغم قرار الرئيس الأمريكي تواصل البنتاغون مساعيها لحماية وحدات حماية الشعب الإرهابية وقطع الطريق أمام أنقرة.

تتفاوض أنقرة مع واشنطن حاليًّا حول خطة "المنطقة الآمنة". من جهتها، تريد البنتاغون إيجاد مساحة آمنة لوحدات الحماية من خلال إعداد خطة شبيهة بعملية "توفير الراحة"، التي طبقتها الولايات المتحدة سابقًا في العراق.

ولأن تركيا ترى هذه المساعي وتدرك نتائج نموذج "توفير الراحة" من قبل، فهي تعمل على السيطرة على "المنطقة الآمنة". بينما تسعى البنتاغون بقدر ما تستطيع لتقييد أنقرة ومنعها من توسيع مجال تحركها.

بطبيعة الحال، مهما عملت البنتاغون على الخطط وأيًّا كانت الحيل والألاعيب الدبلوماسية التي ستلجأ إليها فإن أنقرة لن تلغي الحديث عن التدخل العسكري في شرق الفرات، وستحمي حدودها بقوة من التهديدات الإرهابية.

كل خطوة وعملية عسكرية تقدم عليها تركيا ضد وحدات حماية الشعب الإرهابية، محقة ومشروعة. وهذا ما تؤكده بوضوح تام تقارير أجهزة الاستخبارات الأمريكية.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس