نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

يبدو أن مشكلة بي كي كي المستمرة منذ 40 عامًا بالنسبة لتركيا دخلت مرحلة جديدة. السبب وراء هذه الفكرة هو الإسهامات التي وفرها تطوران في سوريا لتنظيم إرهابي مثل بي كي كي. على الأخص السيطرة على الأراضي ومكاسب الوضع السياسي للتنظيم.

لعبت سوريا في الماضي أيضًا هذا الدور بجدارة. فدمشق كانت بمثابة "منطقة آمنة" ما بين 1979 و1999 لبي كي كي وزعيمه.

حلت سوريا "تطوعًا" مشاكل التنظيم على الصعيد التدريبي واللوجستي والتخطيطي والأمني. ومعروفة كلفة هذه الإمكانيات التي وفرتها سوريا طوال الحرب الباردة، بالنسبة لتركيا.

فقد الأسد الأب مموله السوفيتي بعد الحرب الباردة. انشغلت روسيا بمشاكلها فلم تستطع الاهتمام كثيرًا بما حولها. في هذه الظروف شعرت سوريا بالحاجة للتخلص من صفة البلد الداعم للإرهاب وبي كي كي.

سرّعت تركيا وتيرة ذلك من خلال ممارستها "القوة العسكرية المدعومة بالدبلوماسية". أُخرج عبد الله أوجلان زعيم تنظيم بي كي كي الإرهابي من "وكره الآمن" عام 1998.

بينما تجري مناقشة مستقبل سوريا اليوم خلف أبواب مغلقة في الكثير من العواصم، هناك نقاش في الوقت ذاته حول وضع بي كي كي. هل سيبقى في سوريا أم لا؟ وإذا بقي فماذا سيكون وضعه السياسي وضمانات بقائه؟

بما أن المنطقة الجغرافية نفسها، يتوجب التفكير من الآن بالكلفة المحتملة لخلق وضع سياسي جديد وحمايته.

يتطلب استشراف المستقبل معرفة متعمقة للأحداث التي غيرت وضع بي كي كي في سوريا ذات الأهمية الكبيرة في تاريخ التنظيم.

على الرغم من مرور 20 عامًا ما يزال الموضوع يحتفظ بأهميته. وعلاوة على ذلك، هناك مؤشرات تظهر أن المشكلة انتقلت إلى مرحلة جديدة. كما أن طبيعة المشكلة وعدد اللاعبين يشير إلى أنها ستبقى في الساحة وعلى الطاولة لسنوات.

يركز التحليل الاستراتيجي الذي يحتاجه صانعو القرار، على القدرات بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، وعلى النوايا بالنسبة للدول. تشكل سوريا، التي تضم الطرفين، نموذجًا ممتازًا.

من جهة أخرى، من الممكن الحصول على تحليل عالي الجودة من خلال امتلاك الخلفية التاريخية الجيدة والذكاء والخبرة والمنهج.

إذا كان وضع بي كي كي يتغير في سوريا وكنتم تريدون معرفة إلى أين تسير الأمور، يتوجب عليكم معرفة التغير السابق في وضع التنظيم.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس