ترك برس
قوبل القرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بعدم تمديد الإعفاءات المفروضة على شراء النفط الإيراني بردود فعل معارضة في عدد من دول العالم، جاء أبرزها من تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي والتي تعد من أهم من المشترين الباقين للنفط والغاز الإيراني.
ويرى محللون إيرانيون أن العقوبات الأمريكية على إيران ستؤدي إلى مزيد من التفاهم بين أنقرة وطهران حول الوضع في سوريا، بحيث تخفف أنقرة من ناحية من تأثير العقوبات الأمريكية، وفي المقابل تمارس طهران نفوذها على نظام الأسد لعدم شن هجوم شامل على إدلب.
وفي موقع المونيتور كتب المحلل الإيراني، حميد رضا عزيزي، أن أنقرة وطهران تبدوان عازمتين على الحفاظ على تعاونهما، رغم الضغوط الأمريكية، حيث توجد تقارير تتحدث عن أن الجانبين يعملان على آليات لتجنب الآثار السلبية للعقوبات الأمريكية ومواصلة التجارة بين البلدين.
وأوضح عزيزي أن إيران تنظر إلى تركيا بوصفها شريكا مهما في هذه الفترة من الضغط الأمريكي المتزايد، لا سيما أن ذلك يأتي في خضم تصاعد مشاكل أنقرة مع واشنطن حول عدد من القضايا، مثل تصميم تركيا على شراء منظومة الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا ودعم الولايات المتحدة للتنظيمات الموالية لتنظيم "بي كي كي" في سوريا.
وأضاف أنه على الرغم من اختلاف وجهات النظر بينهما بشأن الأزمة السورية، تواصل طهران وأنقرة تعاونهما في سوريا في إطار عملية السلام في أستانا. ومن ثم فإن المسألة المهمة التي يجب مراعاتها هي كيف يؤثر ذوبان الجليد الجديد في العلاقات بين الجارين في تفاعلاتهما في سوريا.
وأشار عزيزي إلى أن تغيير المسؤولين الإيرانيين للهجتهم فيما يتعلق بالوضع في محافظة إدلب كان أحد الآثار الرئيسية للتقارب بين البلدين.
وتعارض أنقرة رغبة شركائها في أستانا في شن عملية عسكرية واسعة على إدلب بحجة القضاء على الجماعات الإرهابية هناك، لأن هذا سيؤدي إلى موجة جديدة من تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها.
وبيّن عزيزي أن إيران على الرغم من أنها ما تزال تتمسك بوجهة نظرها المتمثلة في أن جميع الأراضي السورية يجب أن تعود إلى سيطرة النظام السوري، فإنها تتجنب الضغط المباشر على أنقرة بشأن هذه المسألة.
ولفت إلى أن الهجمات على إدلب التي زادت في الآونة الأخيرة، لم تشارك فيها قوات إيرانية أو ميليشيا مدعومة من إيران.
ويقول محلل السياسة الخارجية، مصطفى نجفي: "إن قضيتي إدلب والعقوبات الأمريكية مترابطتان. ويضيف أن من المحتمل أن تدعم تركيا إيران في مواجهة العقوبات، في مقابل أن تخفف طهران من ضغوطها على تركيا بشأن قضية إدلب".
ووفقا لعزيزي فإن السيناريو الأكثر احتمالا لإدلب سيكون عملية مطولة من الضربات المتفرقة من روسيا والنظام السوري واستمرار التفاعلات الدبلوماسية التركية الروسية بشأن هذه القضية، مع عدم وجود قوات إيرانية أو قوات مدعومة من إيران على الأرض.
ويشير عزيزي إلى أن هناك قضية أخرى توثق العلاقات بين أنقرة وطهران، وتتعلق بالوضع في منطقة شرق نهر الفرات.
وأوضح أنه على على الرغم من أن إيران ما تزال ترفض رغبة أنقرة في شن حملة عسكرية في المنطقة ضد التنظيمات الموالية لتنظيم "بي كي كي"، فمن المتوقع أن يتم تعزيز مستوى التعاون بين الجانبين.
وأضاف أن إيران قدمت لتركيا اقتراحا خلال زيارة ظريف الأخيرة لأنقرة، مفادها نشر قوات النظام السوري على طول الحدود مع تركيا، مع تزويد أنقرة بضمانات أمنية بعدم القيام بأي نشاط إرهابي ضد تركيا من داخل الأراضي السورية. ومن هذا المنطلق، ستزيد إيران على الأرجح من جهودها للوصول إلى حل وسط بين أنقرة ودمشق.
لكنه يستدرك بأن تركيا تبحث عن شيء أكثر من ضمان أمني بسيط من إيران للتخلي عن خططها العسكرية في شرق الفرات.
وخلص المحلل الإيراني إلى أن "قدرة أنقرة على مساعدة إيران على التخفيف من الآثار السلبية للعقوبات هي مصدر نفوذها الرئيسي على طهران للحصول على تنازلات في سوريا. وفي المقابل فإن تأثير إيران في الأسد، ودورها العسكري المحتمل في إدلب هما من أدوات الضغط الإيراني على تركيا. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التفاهم المتبادل بين طهران وأنقرة في سوريا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!