ترك برس

اعتبر محللون إيرانيون أن العلاقات التركية الإيرانية تشهد في الوقت الحالي تقاربا كبيرا لم تشهده العلاقات بين البلدين من قبل، وأن هناك عددا من العوامل التي ستدفع تركيا إلى حماية تجارتها مع إيران من العقوبات الأمريكية، على الرغم من وجود بعض الخلافات بين أنقرة وطهران.

وفي مقال نشره موقع المونيتور، كتب المحلل السياسي الإيراني، سعيد جعفري، أن العلاقات بين إيران وتركيا شهدت توجها إيجابيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية التركي إلى السلطة في تركيا عام 2002. وعلى الرغم من أن الدولتين الجارتين شهدتا نوعا من توترات في بعض الأحيان ، فإن هذه التوترات لم تتجاوز مستوى معينًا.

وأضاف أنه عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران، من 2011-2015، في عهد الرئيس باراك أوباما، كانت لدى طهران وأنقرة وجهات نظر متباينة حول كثير من القضايا، لا سيما حول سوريا، التي ربما تكون القضية الإقليمية الأكثر تحديًا في الوقت الحالي.

ولفت إلى أن أنقرة وطهران قريبتان جدا في وجهات النظر حتى فيما يتعلق ببعض القضايا الإقليمية واليوم، فإن الجارتين قريبتان جداً من وجهات نظرهما، حتى في المسائل الإقليمية، حيث تتفق البلدان حول الوضع في العراق، كما أن تركيا اقتربت في الوقت نفسه من روسيا ولم تعد حليف واشنطن الوثيق في المنطقة.

واستطرد أن من الطبيعي أن تركيا لن تعتمد على الولايات المتحدة أو رئيسها أو تثق بها كما كانت تفعل من قبل. ناهيك عن أن أنقرة فقدت الأمل في قدرات أوروبا والولايات المتحدة على حل الأزمة السورية. وبدلاً من ذلك ، اختارت أنقرة الدخول في مفاوضات مع إيران وروسيا ومتابعة أهدافها ومصالحها الإقليمية من خلال مبادراتها.

وقال المحلل السياسي والاقتصادي الإيراني، سعيد ليلاز: "إن جزءًا رئيسيًا من العلاقات بين إيران وتركيا يكمن في العوامل الاقتصادية، لأن اقتصاد  البلدين مكمل للآخر، وهو ما لا ينطبق على اقتصاد إيران والسعودية بوصفهما اقتصاديين متنافسين.

ووفقا لليلاز، فإنه حتى عندما كانت تركيا تربطها علاقات وثيقة مع البيت الأبيض ، فإنها لم تلتزم بعقوبات واشنطن على إيران.

وأضاف أن "عدم التزام تركيا بتلك العقوبات لا يرجع بالطبع إلى حرص أردوغان الشخصي على مصالح طهران، ولكن، وكما أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، فإنه ينبع من حاجة أنقرة إلى النفط والغاز وإلى ارتفاع حجم التجارة الاقتصادية بين البلدين".

ولكن التجارة الثنائية بين إيران وتركيا لا تقتصر على النفط والغاز، كما يقول المحلل الإيراني، حيث بلغ حجم التجارة بينهما 11.7 مليار دولار بنهاية عام 2017. وجاء هذا الارتفاع بعد عدة سنوات من الركود. وفي  الوقت الحاضر أعرب المسؤولون الأتراك والإيرانيون عن عزمهم على رفع هذه الأرقام إلى 30 مليار دولار .

ورأى جعفري أن الوضع الإقليمي والدولي الحالي يختلف عن الماضي في جوانب كثير بحيث يدفع طهران وأنقرة إلى التكامل. أولى هذه التطورات أن البيت الأبيض لم يعد ينظر إلى أنقرة من أجل حل القضايا الإقليمية. ويفضل ترامب التعامل مع الرياض، وهو ما دفع  تركيا إلى النظر أكثر نحو الشرق.

وفي هذه الأثناء، وللمرة الأولى خلال العقدين الماضيين، أصبحت طهران وأنقرة أكثر تقارباً فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، حتى مع بقاء خلافاتهما. ولعل أبرز مثال على ذلك استفتاء الاستقلال الذي جرى في كردستان العراق في العام الماضي، الذي عارضته البلدان بقوة.

وأضاف جعفري أن فشل أوروبا في التعامل مع التهديدات الروسية، لا سيما في شبه جزيرة القرم والأزمة السورية، دفع تركيا أيضاً إلى التوقف عن انتظار أوروبا والتعامل بدلاً من ذلك مع إيران وروسيا.

وعلاوة على ذلك فإن  الإجراءات التي اتخذتها إيران في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016 في تركيا - مقارنة بدول الخليج الأخرى - ساهمت في تعزيز العلاقات والثقة بين البلدين. كما يجب عدم نسيان التحديات المشتركة التي أوجدتها المملكة العربية السعودية لإيران وأنقرة، ومنها فرض حصار على قطر.

وبناء على تلك العوامل خلص المحلل الإيراني إلى أن تركيا لن تنضم إلى الضغوط الأمريكية السعودية على إيران في الوقت الحالي، خاصة وأن علاقات أنقرة مع هاتين الدولتين تمر بأسوأ مراحلها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!