ترك برس

تناول مقال للخبر والمحلل الروسي الكسندر خرامتشيخين، في صحيفة "كوريير" للصناعات العسكرية، احتمال اندلاع حرب بين تركيا وإيران، في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.

وقال الخبير: "تحاربت الإمبراطوريتان العثمانية والفارسية فيما بينهما منذ القدم. وفي القرن الماضي، شهدت العلاقات بين تركيا وإيران فترات متباينة"، حسب وكالة (RT).

وتابع: "لفترة طويلة، كان كلا البلدين جزءا من الكتلة العسكرية والسياسية CENTO تحت قيادة الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى. وبعد الثورة الإسلامية، العام 1979، تباعد مسار إيران مع تركيا التابعة للناتو".

وأما مع بداية "الربيع العربي"، فقد دعمت تركيا، بالتحالف مع الأنظمة الملكية العربية، معارضي الأسد في سوريا وما يسمى بالحكومة الشرعية في اليمن برئاسة هادي.

فيما أصبحت إيران الحليف الأكثر أهمية لدمشق واتخذت جانب المتمردين الحوثيين. انطلاقا من ذلك، نوقشت إمكانية حدوث صدام عسكري مباشر بين إيران وتركيا في سوريا أو مباشرة على الحدود المشتركة.

ووفقًا للكاتب، فإنه "بعد محاولة الإطاحة بأردوغان في يوليو 2016، بدا أن الوضع قد تغير بشكل جذري. ظهر "تحالف ثلاثي"، بين روسيا وإيران وتركيا. في الواقع، أُجبرت أنقرة على اللعب وفق قواعد موسكو وطهران.

التناقضات الأساسية بين "الحلفاء" لم تختف. فكلما زاد ضغط القوات السورية - الروسية - الإيرانية على النابض، لتحرير سوريا من المقاتلين المقربين من تركيا، بات تضارب المصالح أكثر وضوحا"، على حد زعمه.

وأردف: "تقوم وحدات الحرس الثوري الإيراني، وكذلك المتطوعون الشيعة، بدور نشط للغاية في الحرب السورية، التي اقتربت في العام 2018 من الحدود التركية.

ومن غير المستبعد حدوث تصادم عسكري مباشر بينها وبين التشكيلات التابعة لأنقرة، واحتمال اندلاع نزاع مسلح بين البلدين.

وإذا ما جرت الحرب بين تركيا وإيران بلا تدخل دول أخرى إلى جانب هذا الطرف أو ذاك، فإن موكب النصر لن يسير لا في أنقرة ولا طهران. ستكون هناك مذبحة ثقيلة لا أفق لها في المناطق الحدودية مع خسائر كبيرة على كلا الجانبين، بالإضافة إلى تبادل غارات جوية وقصف صاروخي للعمق.

هذا يعني بشكل عام بالنسبة لإيران كأن الحرب مع العراق تتكرر وتنتهي في جوهرها بهزيمة الجانبين. فلا أنقرة ولا طهران بحاجة إلى ذلك على الإطلاق.

احتمال الحرب بين تركيا وإيران، ضئيل، لكن ليس معدوما. ويمكن أن يصبح الصراع الإيراني التركي جزءا من سفك دماء أوسع، نحو مواجهة سنية شيعية تشمل الشرق الأوسط لفترة طويلة، ويمكن أن تؤدي حادثة ما في سوريا إلى تصعيد منفلت.

وقد يصل الأمر كما جرى في أغسطس 1914 في أوروبا، إلى صيغة: "لا أحد أراد الحرب، إنما الحرب كانت حتمية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!