ترك برس

أقامت الرئاسة التركية برنامجًا بمناسبة "عام البروفيسور فؤاد سيزغين"، المؤرخ التركي الشهير وصاحب موسوعة "تاريخ التراث العربي"، والذي توفي العام الماضي.

وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومسؤولون آخرون في الاحتفال الذي أقيم في مركز بيش تبه للمؤتمرات والثقافة بالمجمّع الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة.

وكان الرئيس أردوغان أصدر العام الماضي، تعميمًا رئاسيًا بإعلان العام 2019 "عام البروفيسور فؤاد سيزغين"، تكريمًا لإنجازاته العظيمة على مستوى العالم الإسلامي.

وفي كلمة خلال الاحتفال، أكد أردوغان على أهمية وفوائد العلم والتكنولوجيا للإنسانية، قائلًا إن "الأنشطة العلمية والتكنولوجية التي تعتبر أن الإنسان هو أكثر المخلوقات شرفًا ستعمل على نشر السعادة والأمن والطمأنينة والازدهار في العالم".

وأضاف أن على العالم العمل على استخدام العلم والتكنولوجيا بشكل يفيد الإنسانية، وأن "السكين التي تنهي حياة إنسان عندما تكون في يد قاتل هي نفسها التي تنجي آخرًا من الموت عندما تكون في يد الطبيب".

** من هو "فؤاد سيزغين"؟

سيزغين الذي توفي في 30 يونيو/حزيران الماضي، عن عمر ناهز الـ94 عامًا، يعد أحد أبرز الضالعين في التراث العربي والإسلامي، على مستوى العالم.

وولد المؤرخ التركي بولاية "بتليس" جنوب شرقي تركيا، في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1924، وهو أحد طلاب المستشرق الألماني هلموت ريتر، الذي أقنعه بدراسة التاريخ الإسلامي.

بدأ بتعلم اللغة العربية، وحصل على الدكتوراه في 1954 بأطروحة "مصادر البخاري"، وأصبح أستاذًا في جامعة إسطنبول في 1954، ونُشرت له رسالة الدكتوراه تحت عنوان "دراسات حول مصادر البخاري" في 1956.

غادر تركيا إلى ألمانيا بعد أن منعته حكومة الانقلاب العسكري عام 1960 مع 146 أكاديمي تركي من الاستمرار في جامعات البلاد، ليواصل دراساته في جامعة فرانكفورت، بحسب تقرير أعدته وكالة الأناضول العام الماضي.

وفي العام 1965، قدّم سيزغين، أطروحة دكتوراه ثانية عن عالم الكيمياء العربي، جابر بن حيان، وحصل على لقب البروفيسور بعد عام، وتزوج بعد فترة وجيزة المستشرقة أورسولا سيزغين.

وقبل وفاته، كان يواصل كتابة المجلد الـ18 من "تاريخ التراث العربي" الذي صدرت أولى مجلداته في 1967، ويعد أوسع مؤلف يتناول تاريخ البشر.

أتقن المؤرخ التركي عددا كبيرا من اللغات، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية، بشكل جيد جدًا.

وأنشأ في 2010، وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية بهدف دعم أنشطة متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في إسطنبول.

وحصل على جوائز وأوسمة دولية عديدة طيلة حياته، من مؤسسات مختلفة مثل مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية في بغداد، وأكاديمية العلوم في تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!