ترك برس - الأناضول 

شرع الرعاة الرّحل هذا العام في ولايات جنوب شرقي تركيا في التوجه نحو الهضاب التي تعتدل فيها درجات الحرارة صيفا، في أجواء آمنة عقب تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية.

ومع حلول الصيف، وبدء ارتفاع درجات الحرارة، تحرك رعاة الأغنام والماشية في الجنوب والشرق بالمنطقة إلى الهضاب الشمالية، وذلك عقب قضاء 6 أشهر في مناطق منبسطة.

وينتقل الرعاة مشيا أو على ظهور الدواب نحو المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للبلاد، ومعظمهم يفضل الهضاب في ولايات بينغول وأرضروم (شمال)، وهكاري، ووان وشرناق (غرب).

ونتيجة لتأخر موسم الصيف هذا العام، أفاد عدة رعاة التقتهم الأناضول بأن غذاء المواشي أوشك على النفاد في المناطق الجنوبية، ما دفعهم إلى التحرك مبكرا ضمن مسارات خصصتها لهم السلطات نحو الشمال.

وتحرص السلطات المحلية جنوب شرقي البلاد على تخصيص مسارات آمنة وخالية من المخاطر للرعاة خلال فترات الترحال، وتسعى إلى منع إعاقتهم لحركة مرور وسائل النقل والمواصلات.

ورغم ذلك، تحدث بين الفينة والأخرى حوادث تسرب المواشي إلى الطرق، نظرا لكثرة أعدادها التي تصل في بعض الأحيان إلى ألفي ماشية في آن واحد.

وعلى صعيد آخر، ينعم الرعاة برحلاتهم حاليا دون التفكير في مخاطر الإرهاب، وذلك بعد نجاح السلطات الأمنية في تطهير المنطقة، بما فيها مساراتهم التي يترددون عليها، من عناصر منظمة "بي كا كا" الإرهابية التي كانت تتخذ من الجبال والهضاب مأوى لها.

وعلى مدار السنوات الماضية، دأبت قوات الأمن التركي على استهداف مواقع المنظمة الإرهابية وملاحقة عناصرها داخل البلاد وشمالي العراق؛ ردا على هجمات تنفذها داخل تركيا بين الحين والآخر.

وفي حديثه للأناضول، قال بكير قيليتش، مدير الزراعة والغابات في شرناق، إن الولاية تمتلك ثروة حيوانية مهمة وواسعة الثراء، وغالبية الرعاة الرحل يقصدون منطقة جيزرة بالولاية لقضاء موسم الشتاء فيها.

وأضاف أنهم يهتمون بجميع المشاكل والتحديات التي يواجهها الرعاة ومربوّ المواشي في الولاية، ويبذلون قصارى جهدهم من أجل إزالة العوائق التي تعترضهم.

قيليتش أوضح أيضا أن الولاية تحرص دائما على تنفيذ مشاريع عديدة تستهدف تحسين ظروف الرعاة الرّحل، ومتابعة الحالة الصحية والغذائية لمواشيهم.

وأردف بالقول: تضم شرناق مليون و138 ألف رأس ماشية. وتتمتع هضبة فاراشين بالولاية على وجه الخصوص بإمكانات كبيرة للرعاة.

وأضاف بعد توفير الأمن في المراعي والهضاب، وتطهيرها من العناصر الإرهابية وتمهيدها للماشية، زاد من إقبال المواطنين بصفة عامة، والرعاة الرحل بشكل خاص لتعزيز استثماراتهم في قطاع الثروة الحيوانية.

من جانبه، قال محمود أودور (67 عاما) أحد الرعاة الرّحل الذين خرجوا من قضاء جيزرة باتجاه ولاية وان (غرب)، برفقة مواشيه، إن رحلته ستستغرق قرابة شهر حتى يصل إلى مرعاه الذي يقصده سنويا.

وأضاف أن مهنته في تربية المواشي، ورثها عن جده، واصفا إياها بالعمل الشاق الذي يحتاج إلى جهد ودقة كبيرين.

أمّا الراعي حسن دومان (44 عاما) فقال إنه خرج برفقة أخيه من قضاء ميديات في ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا، باتجاه هضاب ولاية أغري (شرق)، مصطحبين معهم قرابة 500 من الأغنام والمواشي.

وأشار إلى أن وصولهم إلى المنطقة التي يريدونها، سيستغرق نحو 45 يوما.

وأعرب جميع الرعاة التي التقتهم الأناضول عن سعادتهم من أجواء الأمن التي تتمتع بها مساراتهم حاليا، وخلوها من مخاطر الإرهابيين.

وأوضحوا أن تطهير المنطقة من الإرهاب انعكس بشكل إيجابي على أربحاهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!