الأناضول

أشادت زعيمة أتراك الأويغور، "رابعة قدير"، بحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وبرئيسها "رجب طيب أردوغان"، قائلةً: "إن حكومة رجب طيب أردوغان قامت بما لم تقم به أي حكومة أخرى، من أجل الأويغور، ولم يمر على تركيا أي حكومة وقفت إلى جانب أتراك الأويغور كما هذه الحكومة، وإذا خرج أحد وقال بأن رئيس الوزراء أردوغان لم يساعد الأويغور، فأنا سأقف بوجه ذلك الشخص".

وأوضحت قدير في إجابتها على أسئلة مراسل الأناضول، اليوم، أن أردوغان أول رجل دولة في العالم يصف ما يحدث في تركستان الشرقية بالمجزرة، مضيفةً "نحن ممتنون لرئيس الوزراء أردوغان". وأضافت: "عملنا لسنوات من أجل التعريف بالمجازر، التي ترتكبها الصين في تركستان الشرقية، إلا أن العالم واصل صمته إزاء ذلك، حتى وصف أردوغان في تموز/ يوليو 2009، وأمام العالم بأسره، مايحدث بتركستان الشرقية "بالمجزرة".

وقالت قدير في معرض إجابتها على سؤال حول وجهة نظر مرشحي الرئاسة التركية بقضية تركستان الشرقية :" إن أردوغان وإحسان أوغلو أُناس جيدون بالنسبة لنا، فكل واحد منهم يرى بأن قضية تركستان الشرقية هي قضيته، وأنا لا أتدخل بأي شكل من الأشكال في مسألة الانتخابات الرئاسية، وسنحترم أي شخص سيربح، ولكن طبعاً سنشعر بالسرور إن ربح أردوغان، فنحن مع وقوفنا على مسافة واحدة من كافة المرشحين، إلا أن قلوبنا مع أردوغان، وجميع الأويغور يدعون له".

وفي سؤال حول انتقادات وجهت لإحسان أوغلو فيما يتعلق بتركستان الشرقية، أفادت قدير أنه من الخطأ القول بأنه لم يقم بأي شيء لتركستان الشرقية، خلال فترة توليه منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، مضيفة:" يجب علينا قول الحق، فالسيد أكمل الدين قام بما بوسعه، وكنا على اتصال وثيق معه، إلا أنه كان هناك بعض البلدان الإسلامية تعرقل عمله، فإحسان أوغلو شخص صادق ومخلص لقضيتنا، فلا يجب أن نبخسه حقه". لكن الزعيمة الأويغورية، أعربت عن انزعاجها من جعل إحسان أوغلو قضية تركستان الشرقية موضع نقاش في السياسة الداخلية بتركيا، حيث علقت على انتقاد إحسان أوغلو للحكومة التركية بعدم الاهتمام الكافي بالأويغور، قائلةً: "إن ذلك خطأ، ونحن أعربنا عن انزعاجنا من ذلك، فلا يجب على أحد أن يوظف تلك القضية في السياسة الداخلية".

وأشارت قدير إلى أن علم تركستان الشرقية كان محظور رفعه بتركيا في زمن الحكومات، التي سبقت حكومة أردوغان، كما أن عهد الحكومات التركية السابقة شهد تقليد الرئيس الصيني، خلال فترة ارتكاب المجازر بحق الأويغور، وسام الدولة، مبينة أنه أصبح بالإمكان الآن رفع علم تركستان الشرقية بكل حرية في تركيا، وأن حكومة حزب العدالة والتنمية فتحت أبوابها وسخّرت إمكانات كبيرة، من أجل استقدام الأويغور وتأمين إقامتهم في تركيا.

وبررت قدير خروج الأويغور في احتجاجات، بأنه نتيجة للسياسة الوحشية للصين، لافتة إلى أن قيام السلطات الصينية بقتل الأويغور دون أي سؤال، وتمزيق ملابس نسائهم، إضافة إلى المجازر بحقهم، أدى إلى خلو بعض المدن من سكانها. وأكدت أن بحوزتها وثائق تثبت بأن آلاف الأويغور قُتلوا في المجازر، التي ارتكبتها الصين مؤخراً، بعكس ما أعلنته الصين بأن العدد هو 96 شخصاً فقط، داعية تركيا إلى إبراز مسألة تركستان الشرقية في كافة المحافل الدولية، كما تفعل الولايات المتحدة الأميركية، فيما يتعلق بقضية "التيبت". وشددت على ضرورة قيام الأمم المتحدة، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، المعروفتين بدفاعهما عن حقوق الإنسان، بالضغط على الصين، من أجل إجراء دراسة مستقلة حول ما تشهده تركستان الشرقية.

يذكر أن "أكمل الدين إحسان أوغلو"، وجه انتقادات إلى أداء الحكومة التركية، متهماً إياها بالتعاطف مع قضايا مصر وغزّة، وإهمال المجتمعات التركية التي تتعرض للظلم قائلاً: "نريد أن نُكّبر من خبزنا لنتقاسمه مع الجميع، حتى مع جيراننا وإخوتنا اللاجئين، سواء الفلسطينيين، أو التركمان، الذين مع الأسف لم نولهم اهتماماً كافياً، ففي الوقت الذي نبكي فيه من أجل أحداث رابعة في مصر، لا نقوم بعمل شيء من أجل "رابعة قدير"، لذلك سنسعى تكبير تلك الخبزة ونتقاسمها مع الجميع، إلا أننا لن نتقاسم تراب هذا الوطن مع أحد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!