حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تحتاج تركيا، في هذه المرحلة التي نمر بها، إلى استراتيجية أمن قومي ومذهب عسكري جديدين. لم نعد في فترة تسيطر عليها قوة عظمى، وتجمد فيها كل مناطق النزاع. 

على العكس، ظهر نظام دولي رخو بسبب عدم اهتمام القوة العظمى. ولأن هذه الرخاوة ناجمة عن فراغ السلطة هناك تزايد على صعيد الفرص والتهديدات. 

تبرز المخاوف الأمنية، ونرى أن مخاطر النزاع هي من زادت وليس النمو الاقتصادي. وإذا لاحظتم فإن الحدود، التي كانت خطًّا أحمر، في العالم بدأت تتغير. 

بعد الحرب الباردة كانت الدول تركز على تهديدات أخرى بعيدًا عن احتمال الصدام فيما بينها. وكانت قضايا من قبيل الإرهاب والأمراض المعدية والحروب الأهلية والهجرة والمناخ تعتبر أهم. 

أما الآن، فالوضع مختلف. تتزايد مخاطر وقوع صدامات بين الدول، بل إن الحروب بالوكالة اندلعت. وهناك دائمًا احتمال تحولها إلى قتال قريب. 

بالأمس اندلع توتر بين بريطانيا وإيران. في هذه المرحلة الجديدة يمكن للجميع الاصطدام ببعضهم البعض. هناك توترات بين إيطاليا وفرنسا، بريطانيا وإسبانيا. 

من الواضح أن الولايات المتحدة لا تبذل جهدًا للتدخل في هذه الأحداث، ولإدامة الاستقرار العالمي. في مثل هذه الفترة، لا يمكن إدارة المرحلة بخطط استراتيجية تستند إلى تصورات ومخططات التسعينات. 

لا يمكننا القول إن الانتقال إلى المسار الجديد في التوجهات الاستراتيجية بدأ، فلا الولايات المتحدة ولا البلدان الغربية ولا الفاعلون الإقليميون يعلنون عن وثائقهم الاستراتيجية الملائمة للفترة الجديدة. 

إذا لاحظتم، لم يعد هناك تقريبا أي عمليات لحماية وإنشاء السلام. يبدو أن الجيوش سوف تعود إلى مهامها القديمة. إذا تهيأت ظروف تقع فيها مواجهات بين الدول الآن فيتوجب على الجيوش إعداد نفسها وفقًا لذلك. 

ربما لن نعيش فترة تشهد حروبًا كبيرة للجيوش التقليدية، لكننا سنرى صراعات تشمل حروبًا حدودية ينفذها وكلاء، وفاعلين كبار يقفون وراء الستار، كما حدث في الحرب الباردة. 

في مثل هذه المرحلة، أقدمت تركيا على أول خطوة هامة، وحصلت على منظومة سلاح دفاعي سوف تحمي أجواءها وحدودها. لكن علينا أن نعلم بأنه في هذه الفترة التي يسعى الجميع فيها لاتخاذ التدابير الدفاعية هناك من يستعدون لشن حرب صاعقة. على تركيا أن تعد نفسها وفق الظروف الجديدة. 

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس