مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تعمل تركيا والولايات المتحدة على إيجاد صيغة لإزالة "الممر الإرهابي" في شمال سوريا. لم يقدم الوفد الأمريكي الأسبوع الماضي "ملفًّا مرضيًا" في هذا الخصوص. 

تحدثت مع مسؤول تركي فقال: "كما جاؤوا صفر اليدين، عادوا خاليي الوفاض. منذ اتفاق منبج وهم يماطلوننا. لكن هذه المرة إذا عادوا بمقترحات للمماطلة فلا يمكننا الانتظار أكثر".

أكد الرئيس النركي رجب طيب أردوغان هذا الموقف في كلمة له، الأحد الماضي، حيث قال: "دخلنا عفرين وجرابلس والباب، والآن سندخل شرق الفرات. هذا ما أبلغنا الولايات المتحدة وروسيا به".

إن لم يكن المقترح الجديد، الذي أتى به أمس مبعوث الرئيس الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، مرضٍ بالنسبة لتركيا فعلى الأقل لا بد أنه "يستحق مهلة أخرى أخيرة وقصيرة". لأن الإدارة الأمريكية تدرك تمامًا مدى جدية تركيا. 

***

ينص المقترح الأمريكي على تدمير الأنفاق والخنادق التي حفرها تنظيم "ي ب ك" على طول الحدود والملاجئ التي بناها وسط المدن، مقابل عدم تنفيذ العملية العسكرية التركية.

بالنظر إلى كل ذلك، نرى أن الولايات المتحدة تعلن بنفسها أن سيطرة تنظيم "ي ب ك" على المنطفة ليست "صائبة ومشروعة"، وما ينقص هذا الإعلان هو عدم إقدام الولايات المتحدة على ما يجب فعله. وهذا ما تجبرها تركيا عليه. 

***

من الضروري التذكير هنا بأن قرارًا لمجلس الأمن القومي التركي، خلال اجتماعه الأخير، أطلق على المنطقة الآمنة اسم "ممر السلام".

يهدف القرار إلى وضع مصطلح "السلام" الذي يستغله التنظيم الإرهابي وأنصاره، في سياقه، وتوضيح أحقية تركيا بشكل أقوى للعالم، بعد العملية من جهة، ويشير إلى أن العملية قريبة ومفتوجة من جهة أخرى. 

حملة مضادة من حزب الشعوب الديمقراطي  

لا تبدي المعارضة التركية هذه المرة اعتراضًا على العملية كما فعلت في عمليات جرابلس وعفرين من قبل. 

غير أن حزب الشعوب الديمقراطي يستعد للتحرك. فرئيسه المشارك سيزائي تمللي قال في اجتماع حزبي ما معناه "لا تنفذوا عملية عسكرية ضد ي ب ك، وإلا فإننا سنتحرك". 

وقال تمللي: "في حال استمرار سياسة الحكومة بعدم إيجاد حل فإننا نؤكد مرة أخرى أننا سنزيد مقاومتنا الديمقراطية مع كافة شعوبنا". 

واقترح "حلًّا" بقوله: "يجب إنهاء التهديد بعملية عسكرية ضد شمال وشرق سوريا، وإجراء مفاوضات مع جميع الفاعلين السياسيين". ومن هؤلاء الفاعلين تنظيم "ي ب ك" الإرهابي!

لكي نفهم قصد تمللي من عبارة "سنزيد المقاومة الديمقراطية" يكفينا أن نتذكر دعوة حزب الشعوب الديمقراطي للخروج إلى الشارع عام 2014 بحجة هجوم تنظيم داعش على عين العرب (كوباني)، ومقتل 53 شخصًا في تلك الأحداث.

سنرى هذه المرة كيف سيكون رد فعل حزب الشعب الجمهوري والأحزاب الأخرى والمنظمات المدنية على دعوات "المقاومة الديمقراطية". 

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس