ترك برس

نشرت مجلة "ميم"، المهتمة بحقوق وشؤون المرأة في البلدان العربية، تقريرًا يسلّط الضوء على الكاتبة والناشطة التركية الكبيرة شعلة يوكسال شينلارْ، المعروفة بـ"أيقونة الحجاب" بسبب نضالها لأعوام طويلة.

وكتبت المجلة عبر حسابها في موقع "تويتر"، إنه "بكثير من الحبّ والإكبار، ودّعت تركيا يوم الخميس، الكاتبة والناشطة التركية شعلة يوكسال شينلارْ، بعد سنوات من الدفاع عن الحجاب وتحدّي التّعسّف العلماني".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نشر قبل أيام تغريدة عبر تويتر، تقدم فيها بالتعازي بوفاة الكاتبة شينلارْ، وأشاد بدورها في الدفاع عن الحجاب وتوعية الشباب الأتراك في السنوات الماضية.

في تقرير لها حول الكاتبة، ذكرت صحيفة "ديلي صباح" التركية أن الراحلة كانت هي من قدَّمت أمينة أردوغان إلى زوجها المستقبلي، الرئيس رجب طيب أردوغان. 

وأضافت الصحيفة أنها "تركت بصماتها بتاريخ النساء المسلمات في تركيا الحديثة، بكتاباتها ونشاطها الثابت الذي وضعها في السجن".

وُلدت شعلة يوكسال شينلار في عام 1938 بمدينة قيصري وسط تركيا، لعائلة علمانية نسبياً، استقرت في وقت لاحق في إسطنبول. تركت شينلار المدرسة واضطررت إلى العمل عندما أفلست عائلتها وأُصيبت والدتها بالمرض.

عملت مساعدة لخياط أرمني بعد ترك المدرسة المتوسطة، وهي تجربة قادت فيما بعد إلى تصميمها نوعاً جديداً من الحجاب للنساء المحافظات.

موقع "عربي بوست"، وصف شينلارْ بأنها "أيقونة النضال من أجل الحجاب في تركيا، وأحد أعمدة الفكر ونشر الوعي والتي تركت بصمتها الفريدة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي".

واشتهرت الراحلة بمقالاتها في الصحف التركية ومشاركاتها الواسعة في المؤتمرات والندوات على امتداد بلاد الأناضول، وشجاعتها في تحدي التعسف العلماني الذي أظهرته السلطة لمظاهر التدين في المجتمع التركي المسلم.

رُفعت دعاوى قضائية ضدها واتُّهمت بإهانة الرئيس، بعد أن نشرت عدة مقالات، أحدها كان بعنوان "ابكوا يا إخواني المسلمين" في مجلة Bugün. 

عبَّرت الكاتبة في المقال عن مشاعر الحزن التي انتابتها بسبب الاحتفاء الذي استُقبل به بابا الفاتيكان بولس السادس في زياراته غير الرسمية لتركيا، وعن استياء الشعب التركي من التنازلات التي أظهرتها السلطة التركية حينذاك، واعتبرت ذلك استهانة بمشاعر الأتراك المسلمين، وحكمت المحكمة بسجنها عام 1971 وبقيت ثمانية أشهر في سجنها.

بالإضافة إلى المحاضرات والندوات والدروس القيّمة التي أثرت بها يوكسال حياة كثيرين من أبناء تركيا وبناتها، وعلاوة على ما كان يجود به قلمها الواعي في مختلف الصحف والمجلات، تركت شعلة شينلار مجموعة من الكتب القيّمة والروايات المؤثرة، حيث تحولت روايتها (زقاق السلام) 1970 إلى فيلم سينمائي بعنوان Birleşen Yollar، ومن ثم لمسلسل تلفزيوني يحمل اسم الرواية نفسها، وتم بيع آلاف النسخ من الرواية المكتوبة. 

ومِن كتبها المنشورة أيضاً: "الهداية"، و"ماذا حدث لنا؟"، و"المرأة في الإسلام"، و"المرأة اليوم"، و"كل شيء من أجل الإسلام"، و"دموع الحضارة"، و"فتاة وزهرة"، و"اليد اليمنى"، و"مدرس واعٍ".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!