نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

تقود الولايات المتحدة الأمريكية دول التحالف في حربها ضد داعش على مختلف الجبهات من أجل تحقيق عدة أهداف، منها القضاء على أذرع داعش الممتدة في دول التحالف، والهدف الآخر، إحاطة داعش داخل سوريا والعراق ثم القضاء عليها، هذا ما يبدو على الورق.

تعمل دول التحالف على تخفيف حدة تأثير داعش على أمنها واستقرارها، لكنهم يجدون صعوبة في ذلك بسبب بعض الفراغات القانونية وضعف الأجهزة الاستخباراتية لبعض الدول، ووجود نقص في حجم التنسيق بين الدول، لكن مع ذلك يعملون أيضا على منع الأسباب الفيزولوجية والنفسية التي تغذي فكر المتشددين من التنظيم.

الجسم الأساسي لداعش

نلاحظ صعوبة محاربة داعش في كل من سوريا والعراق مع استمرار محاربتهم، وحاليا تنصب معظم الجهود على عناصر التنظيم المتواجدة في العراق، وذلك لثلاثة أسباب؛ ميزات داعش في العراق، الحكومة العراقية، وقدرة جيشها وقوات البشمركة الضعيفة.

مؤخرا بدأت إيران -التي لم تأخذ مكانها بين دول التحالف- بنسج لعبتها السياسية والعسكرية من خلال إدخال جزء من الجيش الإيراني والمليشيات الشيعية إلى العراق، وتحديدا لمواجهة داعش في تكريت، وحسب الإعلام، فإنّ هذا الأمر قد تم بالتنسيق مع الحكومة العراقية بحيث يقوم جيشها بالتخطيط للحرب، وإيران تتكفل بالتنفيذ ودعمهم بالنيران والأسلحة، وعندما يصبح الأمر كذلك، ندرك أنّ الميليشيات الشيعية ستكون العنصر الأبرز والأهم في تلك العملية الموجهة ضد تكريت.

السيطرة على تكريت

تدخّل إيران من أجل القيام بعملية عسكرية للسيطرة على تكريت، يدل على أنّ مشكلة فرض النظام في العراق ما زالت قائمة وأصبحت مشكلة معقدة، وإذا كانوا يحاربون منظمة إرهابية تضم في أطيافها ألوانا شتى، وتحظى -لأسباب مختلفة- بدعم من قطاعات الشعب، عليهم أولا أنْ يتفقوا على هدف سياسي موحد، ويجب أنْ يكون هذا الهدف السياسي هو سحب سلطة داعش على  المدن التي تتحكم فيها، من أجل تسليمها للسلطة الشرعية.

تحقيق هذا الهدف لا يتم سوى باتحاد الجهود السياسية والاقتصادية والعسكرية والسيكولوجية مع بعضها البعض، لذا يجب أنْ تكون الإستراتيجية العسكرية إستراتيجية متكاملة، لكن إذا لم يكن هناك اتحاد على الهدف وعلى أوامر قادة العسكر، فإنّ ما سيجري سيكون عبارة عن جهدٍ عديم الجدوى، وهنا تقف أمريكا ودول التحالف متفرجين دون أنْ يأخذوا أي دور في عملية تكريت، وهم يرون أنّ الأمور أصبحت أكثر تعقيدا.

عملية الموصل

من المعلوم أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، يقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل تخليص الموصل من يد داعش، لدرجة أنّ القادة العسكريين الأمريكان لا يرون ضرورة لإخفاء مثل هذه المعلومة، لكن عملية تكريت، التي لن ترضي الأمريكان، ستؤثر بصورة سلبية على خطط عمليات دول التحالف.

الفشل في عملية تكريت سيقود إلى انهيار معنوي جديد للجيش العراقي، وإذا سقطت تكريت فإنّ السنة سيزيدون من قوتهم في الموصل خوفا من الشيعة، وبمختلف الاحتمالات ستكون نتائج هذه العملية مضرة لجهود التحالف، وستنقل الأمور لبُعد آخر.

أصبحنا نرى حقيقة محاربة إيران والولايات المتحدة الأمريكية لعدو مشترك، في نفس الدولة، لكن تُقاد العمليات بصورة مستقلة، فاستباق إيران للأحداث ونزولها لميدان المعركة لوحدها من أجل تشكيله كما تشاء، هو مشكلة جديدة في قضية محاربة داعش، وعلى ما يبدو أنّ الأوضاع في العراق وسوريا ستبقى مفتوحة أمام مفاجئات جديدة.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس