هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

من حين لآخر أسعى للتذكير..

ما يحدث في بلدنا، أي في "الداخل"، له مقابل في "الخارج".

ومن المؤكد أن ما يدور في الخارج له تأثير وعواقب وامتدادات تظهر أمامنا في الداخل. 

إن لم ننتبه لهذه الحقيقة، سنرى الواجهة فقط، ولن ندرك ما يدور وراءها.

على سبيل المثال..

كونوا على ثقة أنه لا معنى للاستخفاف بمسألة فوز أكرم إمام أوغلو بإدارة إسطنبول، في أجواء العالم الجديد. 

ما علينا التقصي عنه في الحقيقة هو فيما إذا كنا فقدنا قيادة إسطنبول (حاليًّا) لصالح الخارج.

***

يعيش العالم مرحلة جديدة، وهناك صراع وتنافس كبيرين.

هناك حسابات تجري بشأن دخول الربع الثاني من القرن الواحد والعشرين إما بحرب كبيرة أو نظام جديد.

تركيا هي واحدة من العقد المتعددة في هذه الحسابات. 

قبل أيام أدلى بوتين بتصريح هام جدًّا: "ينبغي ضم تركيا إلى مجموعة الدول السبع، أو أن تكون الصين والهند وتركيا ضمن مجموعة على غرارها"..

من هي بلدان مجموعة السبع؟

إذا نظرتم إلى التعريف في الموسوعات ستجدون عبارات من قبيل "المنتدى غير الرسمي للبلدان السبعة ذات الاقتصادات الأكبر في العالم".

منذ عام 1975، تجتمع هذه البلدان وتتحدث عن المستقبل. 

بطبيعة الحال، لا تضم المجموعة روسيا والصين والهند. إنه "نادٍ غربي" نوعًا ما. 

لكن هل من الممكن ألا تكون قوة التأثير الاقتصادي والمالي لهذه البلدان الثلاثة معروفة؟ بالطبع لا!

الأمر يتعلق بعدم الرغبة في أن تلعب البلدان الثلاثة دورًا في رسم المستقبل. 

***

يقول الصحفي أرغون ديلار: "ألا يعلم زعيم مثل بوتين، وهو يدلي بمثل هذا المقترح، أنه لن يحظى بالقبول؟ هذا التصريح هو إشارة الانطلاق لكيان جديد على أي حال". وهو على حق فيما قال. 

لكن علينا ألا ننسى بأن القصة بدأت في الأصل مع تصريح ترامب في قمة السبع، الشهر الماضي، عن إعادة ضم روسيا للمجموعة. كما هو معروف روسيا ليست ضمن المجموعة، حيث أُخرجت عام 2014 من مجموعة الثماني. 

تغاضت البلدان الأخرى والدولة العميقة في الولايات المتحدة عن مقترح ترامب ولم يُحمل على محمل الجد. 

أما بوتين فيقول ما معناه: "دعكم من هؤلاء، نحن بلدان كبيرة وبإمكاننا أن نسير في طريق خاص بنا". 

وإذا أضفنا إلى ذلك تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن امتلاك السلاح النووي، سندرك أننا نعيش فترة حرجة للغاية. 

لا أريد الإطالة لكن أوصيكم بمتابعة التحركات التي سيشهدها الداخل التركي حاليًّا ومستقبلًا في الإطار الذي تحدثت عنه.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس