ترك برس 

نشر موقع المونيتور الأمريكي تقريرا حول استمرار التوافق السياسي بين تركيا وإيران، قال فيه إن هناك نقاط ضعف مهمة في العلاقات الثنائية بينهما تجعل من الصعب استمرار التعاون  بينهما. 

ويبدأ التقرير بالقول إن أنقرة وطهران يبدوان حاليا في طريقهما لأن يكونا أفضل صديقين بفضل روسيا. وتوفر القواسم المشتركة الإقليمية فرصًا كبيرة للتعاون. ويمكن أن يعود توسيع العلاقات الثنائية في مجال السياحة والأمن الإقليمي والتبادل الثقافي  بالنفع على كلا البلدين.

ولكن التقرير يستدرك أن هناك العديد من التحديات التي قد تعرقل استمرار هذا الوفاق، ونادرا ما تتحدث وسائل الإعلام عن استدامة التقارب بين الإيراني التركي، بحيث يمكن وصف العلاقات بينهما بأنها مستقرة فحسب. 

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية للموقع الأمريكي : "إن الأمر الأكثر أهمية بين إيران وتركيا هو كيفية إيجاد أرضية مشتركة في سوريا. تركيا لم تعد تدعو إلى الإطاحة بالأسد، ولكن إيران ليست سعيدة بوجودنا في شمال سوريا". 

ويضيف المسؤول التركي إن إيران تستطيع لعب دور الوسيط بين أنقرة ودمشق إذا سمحت روسيا بذلك ، ولكن ذلك يعتمد على كيفية تعاملهما مع تنظيم بي كي كي الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية والميليشيات الأخرى في المنطقة مثل تنظيم "ي ب ك". 

وقالت غورليز شين، أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة توب في أنقرة، للمونيتور: "على الرغم من الأحاديث الكثيرة والمحاولات لتعزيز التعاون الثنائي بشأن المسألة الكردية، والتي يُنظر إليها باعتبارها تحديًا أمنيًا خطيرًا لكليهما البلدان، فإن التعاون بينهما لا يزال محدودا."

وتضرب شين مثالا على ذلك بإعلان تركيا شن القوات التركية والإيرانية عملية مشتركة ضد تنظيم بي كي كي في آذار/ مارس 2019. ولكن القوات المسلحة الإيرانية نفت بيان تركيا عدة مرات، وامتنعت طهران عن تقديم تفاصيل واضحة عن مدى التعاون. 

وأوضحت: "فيما يتعلق بالمسألة الكردية، فإن إيران تشعر بالقلق من تزايد السلفية بين سكانها الأكراد الذين تورطوا في هجمات في طهران في عام 2017 بالإضافة إلى تجدد الانفصالية ونشاط الخلايا الكردية، حيث وقعت اشتباكات حدودية متكررة بين الحرس الثوري الإيراني والجماعات الكردية المتمركزة في شمال العراق". 

وقالت: "خلال الحرب في سوريا، أصبح حزب "بي واي دي" شريكًا تكتيكيًا لطهران ضد داعش، ولكن بعد هزيمة الأخير، أصبحت طهران الآن أكثر اهتمامًا بالروابط بين الحزب والولايات المتحدة وتدعم المصالحة بين الأكراد في سوريا ونظام الأسد، حتى يتمكن النظام من السيطرة على كل شبر من البلاد وتخفيف وجود الولايات المتحدة في سوريا".

وتلفت الباحثة غورليز شين إلى أن العقوبات الأمريكية على طهران تعد حجر عثرة أمام استمرار التوافق بين البلدين، حيث إن محاولة التقيد بالعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا وإيران تشكل عبئًا خطيرًا على الاقتصاد التركي. 

وتوضح أن التعاون الثنائي جرى في مجال الاقتصاد والطاقة وليس في المجال السياسي.وعلى الرغم من انتقادات تركيا للعقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيراني، فإنها تمتثل إلي تلك العقوبات  وقد شرعت في استبدال مورديها النفطيين.

ووفقا لوحيد يوجيسوي، باحث العلوم السياسية بجامعة مونتريال، فإن التنافس على جمهوريات آسيا الوسطى يمثل عقبة أخرى محتملة أمام العلاقات الثنائية. 

وبين أن "المنافسة بين تركيا وإيران في آسيا الوسطى ازدادت قوة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور دول آسيا الوسطى المستقلة حديثًا. ونجحت تركيا في استمالة كثير من الدول التركية في آسيا الوسطى بفضل اقتصادها المزدهر ونموذجها العلماني الديمقراطي ، في حين احتفظت إيران بنفوذ أضعف، وفي بعض الأحيان دخلت في صدام  مع دول مثل أذربيجان وأوزبكستان وطاجيكستان بسبب محاولتها اللعب على وتر الشيعة".

وأضاف أن القيمة الإجمالية للمشاريع التي تنفذها شركات المقاولات التركية في المنطقة تجاوزت  86 مليار دولار. والأهم من ذلك، أن تركيا لا تزال تعمل بجدية كبيرة في المشاريع الاقتصادية في المنطقة، إلا أنه من الناحية السياسية، ظهرت شقوق خطيرة في العلاقات.

ويخلص التقرير إلى أنه "ما تزال هناك نقاط ضعف حاسمة في علاقات أنقرة وطهران الثنائية. يخشى كلا البلدين من أن يصبح الآخر أقوى بدلاً من استكشاف فرص الفوز. وما لم يتمكنا من التخلي عن التنافس المتجذر وانعدام الثقة المتبادلين، فلا يمكن أن يستمر التعاون طويل الأجل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!