ترك برس
أشعلت تركيا خلافًا بين الولايات المتحدة الأميركية والبلدان الأوروبية على خلفية شروعها في ترحيل عناصر تنظيم الدولة "داعش" الأجانب من أراضيها.
ويشير موقع "دويتشه فيله" الألماني إلى أن التعامل مع مقاتلي "داعش" المعتقلين ما زال يمثل خلافا بين أمريكا وحلفائها.
وتحث الولايات المتحدة الحلفاء على استرداد المقاتلين ومحاكمتهم.
ويوضح الموقع، في تقرير له، أن فرنسا تقترح محاكمة هؤلاء المقاتلين في سوريا والعراق، وهو أمر يعتبره الأمريكيون "غير قابل للتطبيق".
ويلفت إلى انقسامات ظهرت بين الولايات المتحدة والأوروبيين الخميس (14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) في ما يتعلق بمصير "الجهاديين" الأجانب المعتقلين في سوريا.
جاء ذلك خلال اجتماع حاولت خلاله واشنطن طمأنة حلفائها القلقين من المواقف المتقلبة للرئيس دونالد ترامب.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال افتتاح الاجتماع في واشنطن مع نظرائه في التحالف المناهض لتنظيم (داعش) إنه "يجب على أعضاء التحالف إعادة الآلاف من المقاتلين الإرهابيين الأجانب المحتجزين حاليا، ومحاكمتهم على الفظائع التي ارتكبوها".
وحذّر ناتان سيلز منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجيّة الأميركيّة من أنّ "الوضع يمكن أن يتغيّر في لمح البصر".
وقال "نعتقد أنّه يجب أن يكون هناك شعور بضرورة إعادة (الجهاديين) إلى اوطانهم الآن، طالما أنه لا يزال هناك وقت".
لكنّ الخلاف ظلّ قائمًا بين المشاركين في الاجتماع. ويصطدم الطلب الأميركي برفض دول عدّة بينها فرنسا استعادة المتطرّفين من مواطنيها الذين نفّدوا هجمات مروعة ضد أهداف مدنية.
ودافع وزير الخارجيّة الفرنسي جان-إيف لودريان عن "الإبقاء على مقاتلي داعش معتقلين بشكل آمن ومتواصل".
وتريد فرنسا أن يُحاكَم الجهاديّون الفرنسيّون على مقربةٍ من المكان الذي ارتكبوا فيه جرائمهم، وتُحاول التفاوض مع بغداد من أجل أن يتكفل القضاء العراقي بهذا الشأن.
وردّ ناثان سيلز بالقول إنه "سيكون من غير المسؤول من جانب دولةٍ أن تنتظر من العراق أن يحلّ هذه المشكلة بدلاً منها".
وأضاف أن "مطالبة دول المنطقة باستقدام مقاتلين أجانب (ينحدرون) من دولةٍ أخرى، ومحاكمتهم وحبسهم هناك، ليس خيارًا قابلاً للتطبيق".
وناقش كبار المسؤولين من أكثر من 30 دولة الحملة ضد المقاتلين المتطرفين، خلال هذا الاجتماع الذي عقِد في واشنطن بناء على اقتراح فرنسا التي تشعر بالقلق حيال قرار ترامب الشهر الماضي سحب قوات بلاده من سوريا.
ولم يتطرّق بومبيو كثيراً إلى قرار ترامب، لكنّه قال إنّ القوات الأميركية لا تزال متمركزةً "لضمان عدم ظهور تنظيم داعش مجدداً".
وأفاد بومبيو لدى افتتاحه المحادثات أنّ "الولايات المتحدة ستواصل قيادة التحالف والعالم في هذا التحرّك الأمني الضروري".
وفي ردّه على الانتقادات لخطوة ترامب، ذكّر بومبيو بالعمليّة التي نفّذتها القوات الأميركيّة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر وأسفرت عن مقتل زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي إضافة إلى عمليّة أخرى قتل فيها الشخص الذي كان سيخلفه.
وقال بومبيو "اسألوا هؤلاء إن كان هناك عجز في القيادة الأميركية في محاربة تنظيم الدولة".
ودعا بومبيو حلفاء بلاده الأوروبيين إلى تقديم مزيد من الالتزامات لتمويل برامج إحلال الاستقرار في سوريا وإعادة مواطنيهم الذين انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال بومبيو إنّ "على أعضاء التحالف احتجاز آلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب ومحاسبتهم على الفظاعات التي ارتكبوها". وقال في إشارة إلى شركاء واشنطن في التحالف "سنخضعهم إلى المساءلة".
واحتجزت "قوات سوريا الديموقراطية" التي يشكّل تنظيم "YPG"عمودها الفقري مقاتلي "داعش" الذين قبض عليهم في شمال سوريا خلال الحملة التي قادتها واشنطن لهزيمة التنظيم.
وفي وقت سابق، حذر خبير شؤون السياسة الداخلية بالحزب المسيحي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا من انتشار حالة "هيستيريا" بسبب ترحيل متشددين من تركيا إلى ألمانيا.
وقال أرمين شوستر، وهو مسؤول بلجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني "بوندستاغ"، لإذاعة ألمانيا: "لا يتعلق الأمر بحالات خطيرة، فالأسرة التي ستأتي إلى ألمانيا الخميس (14 نوفمبر/تشرين الثاني 2019) لم تشارك في أعمال قتال.. ولن يأتون إلى السجن، ولكن لابد من مراقبتهم"، لافتا إلى أن ذلك يعد حالة روتينية بالنسبة لقوات الأمن.
وأوضح شوستر إنه بشكل أساسي تبدأ حالة فحص واسعة النطاق في مثل هذه الحالات دون إصدار أمر اعتقال بعد العودة مباشرة، وقال: "وإذا لم يكن هناك ما يكفي للاحتجاز، سيكون أتباع داعش المشتبه بهم طلقاء، وسيتم مراقبتهم على نطاق واسع".
وأشار إلى أن المشكلة الأكبر لا تتمثل في العائدين من أماكن القتال، ولكن في "المتطرفين الذاتيين" الذين يعيشون في ألمانيا، وقال: "يكون الوضع خطيرا، عندما لا يتم مراقبة مثل هؤلاء الأشخاص".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!